ما لجرح بميت إيلام!

عبدالفتاح البنوس

 

من رضي على وطنه بالعدوان والحرب والحصار والغزو والاحتلال، ووضع يده في أيدي الغزاة والمحتلين البغاة المعتدين ، وباع نفسه وشعبه ووطنه من أجل المال المدنس ، وتحول إلى أداة رخيصة بأيديهم يحركونها وفق رغباتهم وبما يخدم أهدافهم ومخططاتهم ، وتجرد من كل القيم والأخلاق والمبادئ ، ولم يجد أي حرج في المتاجرة بالثوابت الوطنية والمساس بها ، وبات مرتهنا للسعودي والإماراتي يأتمر بأوامرهم وينتهي بنواهيهم ، ويسبِّح بحمدهم ليلا ونهارا ، وينفذ ما يطلبونه منه ، ويسعى لتنفيذ أي شيء يؤهله للحصول على رضاهم عنه ويمنحه القرب منهم ، فقد رضي لنفسه بالذل والمهانة والاحتقار ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يحظى بالاحترام والتقدير ، ومن المستحيل أن يرضوا عنه ، رغم كل الذي قدمه لهم ، فهو في نظرهم مرتزق مأجور وخائن عميل ، غير مأمون الجانب..
وهذا هو حال الدنبوع هادي وشلته الفندقية الذين باعوا أنفسهم ووطنهم للسعودية والإمارات ، يتلقون الإهانات يوميا من قبل السعوديين والإماراتيين ، إهانات لفظية وسلوكية ، كم سمعنا عن عمليات صفع بالأيدي تلقاها عدد من المرتزقة من قبل ضباط ومسؤولين سعوديين وإماراتيين ، علاوة على عمليات الاعتقال والاحتجاز التعسفية ، والمنع من السفر وفرض الإقامة الجبرية ، والطرد من الفنادق التي يقيمون فيها والتخلي عنهم وصولا إلى تصفيتهم جسديا في الجبهات والمواقع العسكرية التابعة للمرتزقة ، وأخيرا يتم ترتيبهم في صفوف كالنعاج عشية عيد الأضحى من أجل أن يوزعوا عليهم ملابس وعسب العيد في مشاهد مخزية ومذلة ومهينة ، في الوقت الذي كان بالإمكان تسليمهم إياها دونما تصوير وتشهير بهم ، ولكنهم يتعاملون معهم باحتقار وينظرون إليهم نظرة ازدراء ، فهم في نظرهم لا يستحقون ذرة احترام مطلقا..
إذا كانت المخابرات السعودية قد نجحت في تهريب الدنبوع هادي من صنعاء إلى عدن ، ومن عدن إلى سلطنة عمان عبر المهرة بملابس نسائية ووثقت ذلك بالصوت والصورة وما تزال محتفظة بهذه الصور والتسجيلات لنشرها عند الحاجة ، فإن السفير السعودي قد وجه إهانة قوية للمرتزق الفار علي محسن الأحمر الذي شبهه بزوجته خلال عملية نقله من مقر السفارة السعودية إلى دار الرئاسة ومن ثم إلى السعودية ، حيث خرج في مقابلة متلفزة شارحا تفاصيل تهريبه له ومرافقيه بملابس زوجته وبناته ، ولن يتوقف مسلسل الإهانات والصفعات الواحدة تلو الأخرى للمرتزقة ، فهم من ارتضوا لأنفسهم هذه المكانة الوضيعة ، وتباكي بعض نشطاء المرتزقة على شبكات التواصل الاجتماعي إزاء إهانات السعودية لقياداتهم وتمسخرهم بهم ، والتنديد بذلك ومحاولة تهويل ذلك والتعامل معه كحدث وفعل جديد يحصل لأول مرة مجرد ضحك على الذقون ومحاولة لخلط الأوراق لا تخلو من الغباء ، خصوصا أن السعودية والإمارات دأبتا على إهانة هادي وشلته الفندقية منذ بداية العدوان وحتى اليوم ، وجلها إهانات موثقة بالصوت والصورة تم نشرها وتداولها..
حال هادي ومرتزقة الفنادق يجسد ما قاله أبو الطيب المتنبي “من يهن يسهل الهوان عليه.. ما لجرح بميت إيلام”.

You might also like