الإنسانية المفرطة لبن زايد وإزدواجية المعايير .
إب نيوز ١١ أغسطس
*عفاف محمد
نقلت وسائل الإعلام الخبر التالي : “وجه الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، الهيئة بكفالة الأيتام الذين فقدوا معيلهم في حادث انفجار مرفأ بيروت، إلى جانب رعاية أسر المتوفين والضحايا، وتوفير احتياجاتهم الحياتية، وصيانة منازلهم وممتلكاتهم المتضررة من جراء الحادث”.
وبحسب وكالة الامارات، ” تشمل المبادرة كافة الأسر التي فقدت أحد أفرادها أو أكثر في الحادث، وذلك ضمن استجابة الإمارات الإنسانية لصالح اللبنانيين المتأثرين من حادثة الانفجار”.
وهذا الكرم الحاتمي هو معهود من بن زايد ويستحق الضحايا والمنكوبون اللبنانيون أكثر من ذلك في بلد منهوب ومنكوب. ويبدو هذا الكرم هو لتحسين صورة للإمارات ولا سيما أنها وضعت على لائحة العار في الأمم المتحدة مع كافة دول تحالف العدوان على اليمن. ويبدو أن هذه المكرمات هي للتكفير عن الكبائر وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبوها في اليمن.فقد إحتلت الإمارات كل الموانئ اليمنية وجزيرة بريم أو ميون التي تتحكم بالملاحة في باب المندب كما احتلت محمية جزيرة سقطرى وسرقت أشجارها، نباتاتها، طيورها وحتى أسماكها ونقلتها إلى الإمارات. كما احتلت مناجم الذهب والمعادن بالإضافة إلى َنابع النفط والغاز. وعمدت قوات الإمارات إلى إذلال الشعب اليمني في مناطق إحتلالهم من خلال إغتصاب الأسرى في السجون السرية التي تديرها في عدن ومناطق أخرى. كما شجعت قواتها والقوات السودانية التي تعمل بأمرتها بخطف النساء واغتصابهن لتشكيل خلايا دعارة في اليمن وخاصة في أماكن سيطرة الحوثيين. ولا بد من التذكير بأن الإمارات ودول تحالف العدوان مارسوا حصارا مطبقاً على كافة المنافذ؛ الأمر الذي تسبب بأكبر كارثة مجاعة في القرن الحادي والعشرين فقد بات أكثر من 18 مليون شخص مهددين بالموت جوعاً حسب تقارير الأمم المتحدة. فهل تلك الجرائم تتناسب مع مكرمة ذاك الرجل الرحيم و الرؤوف والمحسن؟
لا شك فيه بأن تلك المكرمة منافية ومعاكسة لأفعال الإمارات وظلمها لليمن وأهله.
وجلي أن هذه المسماة بالإمارات تتمتع بوجهين وقدإستطاعت أن تحقق المستحيل لأنها جمعت النقيضين. فقد تسببت الإمارات بكوارث إنسانية تفوق أثارها أثار إنفجار بيروت طيلة 6سنوات من العدوان والإحتلال في اليمن. وفي نفس الوقت تريد أن تظهر بمظهر الإنسانية في لبنان. بينما هي في الواقع وحش متعطش للدماء لا يفرق بين طفل وشيخ وإمرأة. فقد هدمت المنازل على رؤوس ساكنيها. وهي احتلت كل الموانئ والمناطق الإستراتيجية بالإضافة إلى جزيرتى سقطرى وبريم. واقترفت جرائم بشعة جداً لتحتل الأراضي اليمنية طمعاً في كل ثرواتها. وكانت اليد الجائرة المعتدية التي عبثت في اليمن واعتدت لتطال كل ما هو ليس ملك لها ،وفي بيروت يدعون الإنسانية !!
فأهل بيروت يعانون الدمار وقلوب اليمنيين معهم قلباً وقالباً ولكن الفارق بأن سبب المعاناة في لبنان هو الفساد والإهمال وعدم محاسبة الفاسدين. واما معاناة الشعب اليمني منذ 6 سنوات عجاف من قتل للأطفال والنساء والشيوخ وتدمير البيوت فوق رؤَوس قاطنيها فقد تسببت فيها نفس الدولة التي تباهت بتقديم المكرمة السخية جداً للبنانيين المكلومين ولكن بيدين تقطران دماً يمنياً بريئاً.