بيروت و بلاد العزّ أوطاني .

 

 

و هذه بيروت تنزف في وريدي ، و هذه بيروت تئن في روحي ، و تختنق في رئتي كمدا و حزنا و ألما و لكن دون استسلام فالفاعل معروف حتّى للطّفل الرضيع من يكون ؟
و ليس غير عدوة الإنسانيّة ، عدوة اللّه و خلق اللّه الدول الاستكباريّة ، فمن يحارب بني آدم سوى عبدة إبليس من رفض الرّكوع لأبي الخلق أجمعين ،
لم تغب و لن تغيب عن الفؤاد تلك الصورة و ذلك المشهد الذي هزّ أركان الإنسانية جمعاء ، مشهد انفجار أو بالأصح تفخيخ و تفجير الحقد الصّهيو أمريكي في ملامح جميلة العرب بيروت التّاريخ و الجمال و التّنوع و دفء الروح ،
بيروت التي لازالت كصنعاء أمّا جميلة حنون لم تزدها خدوش الزّمن سوى جمال و دعة و نقاء ،
بيروت التي لم يخنها غير من خانوا صنعاء و القدس و بغداد و دمشق و طهران ، و هكذا و هذه وجوه المقاومة الأبية التي لن تكون سوى قوية متلاحمة و ستعيد مقولة الشّاعر العربي :
بلاد العرب أوطاني بتغيير فبلاد العرب نستبدلها ببلاد المقاومة و ليس العرب إلّا جزءا من الأمة فالعبرة بالإسلام و أمّا اللسان العربي فقد زوّدتنا الوقائع أنّه تمّ ابتلاعه من هؤلاء الحكّام الخونة الذين تساقطوا عروبيا واحدا تلو الآخر خلا ابن الأسد فلازال لليوم و سيبقى أسدا ، و أمّا بقيّة النّاطقين بالعربيّة فقد لقّنتهم أمريكا و إسرائيل و بريطانيا بروتوكولاتها فكانوا مستعربين لا عربا ، ولا عزاء ؛ و لهذا سأقول معتذرة لشّاعرنا : أوطاني ليست إلّا بلاد مقاومة المشروع الصلف الجاحد الكافر ، بلاد القوة و المنعة و القرآن و العترة .. أوطاني هي الشّام و بغداد و طهران و لبنان ، و قدس الأقداس .. هي تلك الدول التي اسطاعت و جرؤت أن تقول لأمريكا : أنتِ الشّيطان الأكبر لا أن تتنكّر للعروبة و الإسلام و تخضع و تفرش مهجها سجّادا لنتنياهو و كيانه المتطفّل الباغي المغتصب العنصري ،
فيا لبنان : بردا و سلاما و صبرا فالمستهدف الأوّل هي روحك المتمثّلة في روح المقاومة في سماحة العشق ،
لبنان : المقاومة الأبيّة هي هدف الصّهاينة ، و قد بدأ تحرّش الجبناء منذ أحداث الطّائرة الإيرانيّة المدنيّة في أجواء دمشق و انتهوا بتفجير بيروت الحبّ و الجمال ،
و لكن :
بلاد السّماحة و العشق : صبرا جميلا ، و اللّه المستعان ، و ستجفّ الدّموع برجال للّه ما وهنوا و لن يهنوا و لن يهونوا ، نعم : هيروشيما العروبة والإسلام : رجال الله متواجدون حاضرون فلا تهني و لا تحزني إن عظم بلاؤك و إن انفجرتِ فينا قهرا من عرب خُنَّع رُكّع لعدوّك و عدوّنا و عدوّ الكرامة فأبناء رسول اللّه و عترته حاضرون وبقوّة اللّه و بأمر اللّه و بإذن اللّه سيرمون من رماكِ ..
بيروت : بلاؤك مصابنا جميعا ، و كلّنا فلذاتك ، فإن لم نحزنكِ فعروبتنا مخدوشة ، و إن لم نبكِكِ فإسلامنا مشكوك فيه ، و إن لم نألم عليكِ فلا نستحقّ الحياة ؛ فاقبليها أرواحنا دروعا لكِ و قرابين لعشقك ، و فيك سماحته و حزبه الغالبون المنتصرون الأشدّاء على الكفّار الرّحماء بينهم ،
بيروت : فابرئي من كلّ عميل يعبد إسرائيل ، الفظيه اليوم من كبدك الموجوعة ، و عليك السّلام .

أشواق مهدي دومان

You might also like