السنة الإلهية للخلافة
إب نيوز ١١ أغسطس
البتول إسماعيل المقدمي
خلق الله الإنسان وكرمه على سائر المخلوقات وشرع له قوانين إلهية يمشي عليها لتبنى الحياة على أساسها قوانين ودساتير كلها رحمة للإنسان لتساعده على العيش بأمن وسلام ليسلم من تعثرات الزمان
وعندما رضي الله لنا بالإسلام دينا وجعل له أركان أسس ومفاهيم صحيحة تحفظ حياة الإنسان من الذل وتجعله يعيش في هذا الحياة عزيزاً كريماً لايقبل الهوان .
ومنذ أن خلق الله آدم عليه السلام واستخلفه في الأرض كانت الخلافة سنة إلهية لابد منها لاستمرار الحياة والتعايش في هذا الكون الفسيح الذي خلقه الله وأعده ليعيش فيه البشر وفق نظام كامل متكامل
مهيئ لعبادة الله وحده دون سواه فبعث الله الأنبياء السابقين نبي تلو الآخر ليرشدوا الناس ويدعوهم لعبادة الله الواحد الذي خلقهم في أحسن تقويم
وعلمهم مالم يكونوا يعلموا وأرشدهم في البر والبحر ولكن لايفقهون
فلم يكن من البعض إلا العصيان والتكبر
والتجبر على الله والتكذيب برسالاته
وقتل أنبيائه كفراً وعصياناً حتى قست قلوبهم وأصروا على كفرهم واستكبارهم مع كل الأنبياء
وهاهي الأرض جدباء عطشاء قاحلة تنتظر الفرج بخروج خاتم المرسلين لتلين ويرتوي كل من عليها بالعدل والحكمة وبالنور بدلاً عن ذلك الظلام الذي حل بها
ليبعث الله محمد صلوات الله عليه وآله مبشر ونذير للعالمين محملاً برسالة الإسلام العظيمة التي تدعو للاعتصام بحبل الله الوثيق وتوحيد كلمة المسلمين وجمع شملهم .
وكان لابد لتلك الرسالة المقدسة من ركن وثيق ليعتلي عليه صرح الإسلام وبذلك يبني الإسلام أمة قوية متماسكة تهز كيان أعداء الله في كل مكان
ومن سنة الله أن تختتم تلك الرسالة بخليفة لرسوله تمتد بولاية لله ولرسوله ثم لوصيه من بعده لتكون رسالة إلهية شاملة كاملة حبلها ممدود بحبل الله الوثيق الذي لاانفصام له.
وفي حجة الوداع أنزل الله الوحي على نبيه ليبلغ الرسالة باصطفاء الله علي كرم الله وجهه خليفة للمسلمين من بعده خلافة متوجه بإكمال الدين وإتمام النعمة
فماأعظمها من رسالة وماأعظمه من دين وماأعظم الخلافة عندما تكون قائمة على التقوى وفقا ًلسنة الله في خلقه وتسليما ًلإرادته .