ومازال نور البدر حاضراً بيننا
إب نيوز ١١ أغسطس
أميرة السلطان
بعد الانحرافات التي طالت الأمة منذُ يوم السقيفة، ذلك اليوم الأسود الذي جعل من الطغاة والمستكبرين يتسلطون على رقاب الناس .
ذلك اليوم الذي كان من نتائجه أن أصبحت الأمة سهلة الإختراق من قوى وأدوات الطاغوت باسم الدين كالفكر الوهابي الدخيل والقاعدة وداعش.
في ظل واقع سادت فيه الخرافات والخزعبلات التي لا تمت للرسالة المحمدية بأي صلة والمستنقع الذي عاشت فيه الأمة لقرون ، ظهر صوتٌ واحد وثبت رجلٌ يحمل روح المسؤولية تجاه أمته ودينه.
أنه السيد بدر الدين بن أمير الدين الحوثي .
عالمٌ مجاهد صابر صمد في وجه الفكر الوهابي بمفرده في الوقت الذي سكت فيه العلماء وقد خضع الكثير منهم لإرادة الحكام والرؤوساء والملوك والسلاطين.
صدحَ بالحقِ وجاهد من أجل الحفاظ على أصالة الدين المحمدي، وقف ولم يخشَ أحد إلا الله فكان ممن تحقق فيه قوله تعالى {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا}
فقال رضوان الله عليه ( أي منكرٍ هو أعظم من منكرات الجبابرة الذين يقتلون الأبرياء ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس ويأكلون أموال الناس بالباطل، ويسعون في رفع كلمة الباطل وإضاعة الحق فيعم الطغيان والفساد جميع أقطار البلاد – إذا تركوا وشأنهم – ويثبتون قواعد الباطل لمن بعدهم.
وعلى الرغم من المضايقات من نظام علي عبدالله صالح وبأمر من النظام السعودي العميل بل وتعدى ذلك إلى محاولة القتل في الحرب السادسة على صعده حينما تعرض منزلهُ في مطرة للقصف
إلا أن كل ذلك لم يثنه ولن يحرف مساره عن قول الحق فكان ممن انطبق عليه قوله تعالى (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ )
فكان مما قال رضوان الله عليه ( في هذا الزمان استقوى الكفار، وتسلطوا على المسلمين، وحاولوا إبطال الإسلام وإضاعته وتمييعه، وأن لا يبقَ منه إلا جسداً بلا روح ، فعلينا أن ندافع عنه بقدر ما نستطيع ولينصرنا الله ويعزنا ولنقوم بالواجب الذي علينا قبل أن نرجع إلى الله يوم القيامة ويسألنا ونكون قد فرطنا في حماية الدين ، وقصرنا في الجهاد ، وهو قد أمرنا في القرآن أمرا بأن ننصر دينه وندافع عنه ونحميه)
ربىَ السيد بدر الدين الحوثي أولاده علي الجهاد والتضحية والاستبسال والفداء ففي الوقت الذي كان حكام الجور والطغاة يهربون مع أبنائهم خارج الوطن عندما يحسون بالخطر إلا أن البدر رضوان الله عليه كان ممن دفع بأبنائه في ساحات الجهاد من أجل الدين وإعلاء رايته فكانوا أول من سقطوا شهداء .
علم سيدي البدر أولاده على الكرم والجود والتواضع والبذل بالمال والنفس ، ونهلوا منه العلم الوافر فكان من أعظم ثمرات هذا العالم الرباني الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي والسيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي عليهما سلام الله.
كان سيدي البدر هو المساند والمدافع والمرجع للمسيرة القرآنية فكان نعم المؤيد ونعم من سار على نهج جده محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وإن رحل البدرُ عن الدنيا فما زال نورهِ بين أظهُرنا إلى اليوم
نقرأ ملازم السيد حسين سلام الله عليه ونتذكركم ، نشاهد محاضرات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ونرى روحكم ماثلة فيه.
مازال نوركم ياسيدي يُشرق معنا كل يوم من خلال ما تركتموه من مُؤلفات وكتب نعتبرها هي المرجع الموثوق بعد أن اختلط علينا الحابل بالنابل.
وهل تظنون البدر قد رحل من الدنيا ومازلنا نذكره وندعو له ونضرب به المثل في الصبر والفداء والعزم والإباء ?!
من نتحدث عن مواقفه الشجاعة ومآثره التي لا تزيد من يستمع إليها إلا شعورا بالعزة والشموخ.
كان هذا مجرد نقطة من بحر فضائلكم سيدي ، فكلما مدحناكم وتحدثنا عنكم وعن مناقبكم فما زدنا إلا في حقكم إلا نقصا فليس للحديث عن صفاتكم وجهادكم وتضحياتكم نهاية لأنه وبكل بساطة ليس له بداية .
فسلام الله على سيدي البدر ما تعاقب الليل والنهار وجزاكم الله عنا وعن أمة جدكم خير الجزاء
والعاقبة للمتقين.
# الذكرى السنوية لرحيل العالم الرباني بدرالدين بن أمير الدين الحوثي رضوان الله عليه