يوم الغدير .. يوم التشريف والتكليف !!

إب نيوز ١١ أغسطس

فاطمة محمد المهدي

تتجدد ذكرى يوم من أعظم أيام الله والتاريخ .. يوم الامتحان .. يوم التكريم.. يوم الاستخلاف .. يوم الولاية.
والذي بدأ منذ خلق الله آدم واعلن عن تكريمه واستخلافه ، وامر الملائكة بالسجود له فقال عز وجل (إني جاعل في الارض خليفة) .. ثم قال (فقعوا له ساجدين).

واستمرت هذه السنة الالهية وتعاقبت في أولاد ادم ، ثم في الانبياء والرسل..
فما من رسول الا وجعل الله له من يليه .. اي وليا ووصيا على الدين والأمة من بعده.

لماذا؟!
لأنها سنة الله ، إن الدين ينبغي أن يكون أمر اقامته وخلافته مسنودا إلى من هو أهل لذلك بامر من الله.. ووفق تسلسل دقيق.. وليس عشوائيا أو (بالقرعة) أو عبر صندوق الاقتراع.
فهذا دين الله وليس ولاية محافظة او حتى رئاسة دولة.
وهذه ولاية .. وليست خلافة أو ملكا أو رئاسة.
وما لم يتم الأمر بهذه الصورة ، فإن الدين سينحرف.. والامة ستنحرف.
وهذا ما حدث فعلاً لأمتنا الإسلامية .. منذ أن خالفت امر الله ورسوله ، وخرجت عن نهج الولاية . وتولت غير من ولاه الله ورسوله.
فانحرفت مباشرة منذ الساعات الأولى التي تلت لقاء سيدنا محمد بربه ولحاقه بالرفيق الاعلى.
انحرفت الأمة عن الدين ، بانحرافها عن أمر الولاية الذي اعلنه رسول الله صلى الله عليه واله في يوم (غدير خم).

لماذا؟
لأنها خرجت عن أمر الله ، واختارت وفق هواها من يتولى امر الدين والأمة.
ومن هاهنا بدأ الانحراف بشكل طفيف غير ملحوظ.. واستمر الى يومنا هذا.. حيث بات جليا الى اي مدى اوصلنا هذا الانحراف، والى اي حال، ونحن نتسائل حائرين : – ماذا يحدث؟
ما للامة أصبح حالها ودينها هكذا؟
أين الإسلام الحقيقي؟

ومع أننا نعرف الإجابة، لكننا نبحث عن اجابات اخرى في اتجاهات اخرى، ونستمر في التخبط والضياع.
وهذه نتيجة طبيعية لمن ترك حبل الله الذي قال عنه عز وجل {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}.
وما هو حبل الله الا دينه ، وانبياؤه ، واولياؤه ، وائمته؟!
هل قال حبل ام حبال؟
قال {حبل الله} .. اي انه حبل واحد متصل من الله إلى الخلق.
اي أنه أمر الهي ممتد من الله الى الخلق.
وليس حبلاً من اي اتجاه أو اي أحد لاي كان. {وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

واننا إذ نرى حال الأمة بالأمس ، في الماضي البعيد والقريب .. وفي الحاضر . اذ نراه حال شقاء وضياع وتخبط وابتعاد عن هدى الله .. وظلم وبغي وفساد وضلال .. الخ . ندرك أن السبب هو الانحراف عن هدي الله. وأننا نسينا أمر الولاية وانها عهد بيننا وبين الله كما فعل ادم {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما}..

وأننا خالفنا هديه فكانت هذه النتيجة ، لان من تبع هدي الله لا يكون هذا حاله كما قال عز وجل {فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى، ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا.. }.
وقوله عز وجل { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}.

اليس الأمر واضحا؟
يا أيها الذين امنوا (وليس الذين كفروا) اطيعوا 1-الله . و 2-اطيعوا الرسول . و 3-اولي الأمر منكم.
اولي الامر.. الذين أولي أمر الدين والامة اليهم، ولاية إلهية .. وليس بالقرعة!.

وهذا معناه انه لا صلاح للإسلام ولا للمسلمين إلا بالعودة إلى الهدي ، والصراط المستقيم ، وسبيل الله،
والاعتصام بحبله ..
والعودة الى ولاية الله ، ورسوله ، ووليه ، الامام الأعظم سيدنا على بن ابي طالب كرم الله وجهه وعليه السلام.
ثم تولى أعلام الهدى من أهل بيته.
والبراءة من أعداء الله ورسوله ، ومن المنافقين.

يقول السيد القائد/ حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه في ملزمة (حديث الولاية) عن هذه الذكرى:
(وان من المفارقات العجيبة أن تأتي هذه الذكرى والأمة الاسلامية والعرب بالذات مقبلون على فرض ولاية من نوع آخر. ولاية أمر يهودية ، ولاية امر صهيونية .. كي تعلم الأمة كم كانت خسارتها يوم أن رفضت اعلان ولاية ازكى وأطهر وأكمل شخص بعد نبيها في مثل هذا اليوم، فها هي اليوم تقف باهتة.. تقف عاجزة ..تنتظر بدلا من عليِّ (شارون) وتنتظر بدلا عن محمد ليعلن ، تنتظر (بوش) ليعلن هو من الذي سيتولى امر هذه الامة).

هذا هو الحاصل اليوم يا امة المسلمين.

لكننا نقول ونعلن من اعماق قلوبنا : اللهم انا نتولاك ، ونتولى نبيك ، ونتولى الإمام علي ، ونتولى من يتولاك.
ونبرأ من عكس ذلك.

ونعلن في وجه المستكبرين صرختنا التي ستهدم عروشهم .. صرخة البراءة من أعداء الله ورسله واولياءه

الــلــه اكــبر
المــوت لأمــريكــا
المــوت لإسرائيــل
الڶــعنة على اليـهود
النــصــر للاسلام

# اتحاد_كاتبات_اليمن

You might also like