هل رأيتم أغبى من هؤلاء انقلابيين ؟!
إب نيوز ١٣ أغسطس
بقلم الشيخ/ عبد المنان السنبلي.
تخيلوا معي لو أن إيران مثلاً أو مصر (السيسي) أو أي دولةٍ أخرى غير السعودية أو قطر هم من تقدموا بالمبادرة الخليجية ودعوا إلى القبول بها وتوقيعها ذات يوم، هل كانوا سيوقعونها أو حتى يقبلون بها ؟!
أجزم أنه لو انطبقت السماوات على الارض ما كانوا ليتجاوبوا معها لحظةً واحدة أو حتى يعيرونها شيئاً من اهتمامٍ يذكر !
لكن لأن السعودية هي من تقدمت بها ودعت إلى التوقيع عليها فقد كان لزاماً عليهم أن يتجاوزوا كل الخطوط وينقلبوا على كل الشعارات والمبادئ التي ظلوا ينادون بها ويتباكون على ضياعها طيلة عامٍ كاملٍ تقريباً في مختلف الميادين والساحات !
حتى الدستور الذي قالوا أنهم خرجوا مطالبين بإحترامه وتطبيقه، انقلبوا عليه وتجاوزوه قفزاً إلى ما دونه وأدنى مما هو دونه وهو هذه المبادرة !
وهكذا تجاوزوا الدستور وذهبوا جميعاً ليوقعوا المبادرة الخليجية مخلفين وراءهم الحوثي والذي بدوره ظل في الساحات مواصلاً عمله الثوري وحيداً ورافضاً لهذه المبادرة وما ترتب عليها من حوارٍ أتت مخرجاته على كل ما تبقى من احترامٍ وهيبةٍ للدستور ونسفته نسفا حتى كتب له في آخر الأمر النجاح وانقض عليهم جميعاً !
في هذه اللحظة لم يعد الحوثي في نظرهم (ثائراً) كما كان وإنما أصبح بقدرة قادر (انقلابياً) مع أنه انطلق من نفس ساحات الثورة التي كانوا بها بالأمس القريب سوياً وحاملاً معه ذات الأهداف التي كانوا يحملونها ويحلمون بها أيضاً .
عندها استدعوا الأجنبي واستقووا به لمواجهة انقلاب الحوثي هذا مع أنهم في الأصل هم من انقلبوا على الحوثي حين تركوه وحيداً في الساحات وذهبوا للتوقيع على المبادرة الخليجية لا لشئ إلا نزولاً عند رغبة السعودية والتي وجدت بدورها في تبعية هؤلاء وانسياقهم خلفها مبرراً كافياً وفرصةً سانحة لقصف وتدمير اليمن أرضاً وإنسانا تحقيقاً لحلمها القديم والجديد في ابقاءه ضعيفاً وممزقا !
على الأقل الحوثيون في رؤيتهم وتصورهم للحل التي قدموها مؤخراً لايزالون يعلنون الدستور مرجعيةً للجميع في الوقت الذي يصر هؤلاء القوم على مرجعية المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار المشبوهة ليؤكدوا بذلك من جديد انقلابهم الواضح والعلني على الدستور والثورة والجمهورية والوحدة وكذلك تبعيتهم المطلقة للنظام السعودي الرافض أصلاً ومنذ أمدٍ بعيد لفكرة الثورة والجمهورية والوحدة !
هل رأيتم أغبى من هؤلاء انقلابيين ؟!
تعالوا نحسبها من زاويةٍ أخرى،
تخيلوا معي مرة ثانية لو أن السعودية كانت قد دعمت وباركت (انقلاب) الحوثي هذا كما دعمت وباركت من قبل انقلاب السيسي في مصر مثلاً، هل كان هؤلاء الحمقى سيتجرأون ويعلنون رفضهم لهذا الإنقلاب أو هل كانوا سيسمونه انقلاباً أصلاً ؟!
قطعاً لا .. وألف لا ..، فلحم أكتافهم من خير السعودية طبعاً أو كما قال أحدهم ذات يوم ولا ينبغي في نواميس ومبادئ العبودية والارتهان لمن كان لحم اكتافه من خير السعودية أن يعصي لها أمرا أو يخالف لها رأيا بأي حالٍ من الأحوال!
يعني ببساطة ارتهانهم للسعودية وتبعيتهم العمياء لها هو من جلب على اليمن كل هذا الخراب والدمار وليس كما كانوا ولايزالون يدعون ويعتقدون من أن الحوثي وارتهانه لإيران وانجراره خلف مشروعها الفارسي بحسبهم طبعاً هو من فعل باليمن كل هذا !
فمن كان يتصور يوماً مثلاً أن يجلس وزير خارجيةٍ يمني في طاولةٍ واحدة جنباً إلى جنب مع رئيس وزراء الكيان الصهيون الغاصب لولا هذه التبعية العمياء وهذا الارتهان الخانع الذليل للنظام السعودي والذي جعل من يفترص أنه وزير خارجية لهؤلاء القوم ذات يوم يجلس جنباً إلى جنب مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني في طاولة مستديرة واحدة في انقلابٍ واضحٍ وصريح على الموقف اليمني الشعبي والرسمي الثابت والصلب تجاه هذا الكيان الغاصب لا لشئٍ طبعاً سوى تماشياً وتماهياً مع الموقف والسياسة السعودية في هذا الشأن وتجسيداً عملياً كذلك لهذه التبعية العمياء والمذلة في آنٍ واحدٍ معاً ؟!
فهل عرفتم من هم الإنقلابيون الحقيقيون ؟!
وهل رأيتم مرةً أخرى أغبى من هؤلاء انقلابيين ؟!
(جمعتكم مباركة)
#معركة_القواصم