(أربعين كلب لو بالوا في ماء البحر .. ما ينجِّسُوه) .
إب نيوز ١٤ أغسطس
بقلم الشيخ/ عبد المنان السنبلي.
لا أخفيكم سراً أن قرار دويلة الإمارات إقامة علاقة دبلوماسية كاملة مع دولة الكيان الصهيوني قد أفرحني أكثر مما أحزنني وذلك لسبب بسيط جداً هو أنه أثبت لي وللكثير من أبناء وطني بمن فيهم الكثير ممن يدورون في أفلاك هؤلاء القوم بما لا يدع مجالاً للشك أننا بمواجهتنا للمشروع السعودي الإماراتي في اليمن إنما نقف في الخندق السليم وأننا نسير أيضاً في الإتجاه والمسار الصحيح .
بصراحة أنا لم يفاجئني هذا القرار أو الإشهار لهذه العلاقة إن جاز التعبير لأن هذه العلاقة بين هذين الكيانين موجودة أصلاً منذ زمنٍ بعيد وليست خافية على أحدٍ البتة !
ما فاجئني في الحقيقة هو طريقة تعامل الشارعين الإماراتي والخليجي مع هذا الإعلان ودفاعهم عنه ومحاولة تبريره وتمريره على العقل العربي وكذلك محاولة تصويرهم محمد بن زايد وكأنه بما أقدم عليه قد فتح روما أو القسطنطينية !
فقد تعودنا في حالاتٍ مماثلة من قبل أن مثل هذه القرارات وإن جاءت برغبةٍ حكومية فإنها في الوقت نفسه تواجه برفض شعبي واسع تجعل المراقب او المتأمل يُخيَّل له من الوهلة الأولى كما لو ان الشعوب تسير في إتجاه والحكومات والأنظمة تسير في إتجاهٍ آخر مختلف تماماً ، فمصر مثلاً أقامت علاقات دبلوماسية كاملة مع اسرائيل في 1979 إلا أن هذه العلاقة ومع ذلك لم تحظى بقبولٍ شعبيٍ مصريٍ على الإطلاق، فنجد أن الشعب المصري كان ومايزال مقاوماً ومناهضاً لها بكل الوسائل السلمية المتاحة من خلال الفعاليات والإنشطة المجتمعية الدورية او المناسباتية الثقافية منها والشعبية رغم انقضاء أكثر من اربعين سنة على توقيع وإعلان هذه العلاقة !
كذلك الشعب الأردني نجده مقاوماً ورافضاً أيضاً لعلاقة حكومته مع هذا الكيان المجرم بنفس الهمة وبنفس الوتيرة والحماس التي يقاوم بها ويرفض شعبنا العربي في الشقيقة مصر .
أما أصحابنا المحترمون فما إن فُتَح أمامهم الباب إلا ودخل جحا بحماره وما يحمل على ظهره من أسفار، فكل شعب الإمارات إلا ما رحم ربي طبعاً مجمعون على ما يبدو على السير خلف قيادتهم وتأييدها حتى لو ذهبوا بهم إلى جهنم او كما قال أحدهم ! وهكذا هي الشعوب الكرتونية دائماً !
على أية حال،
سواءً طبَّعت الإمارات مع إسرائيل تطبيعاً كاملاً أو لم تُطبِّع فهي في الأول والأخير ليست تلك الدولة أو الشعب الذين يخيفنا أو يقلقنا هرولتهم إلى أحضان إسرائيل أو غير إسرائيل لأننا بصراحة نعرف جيداً أنهم وأمثالهم من الصغار ليسوا من نعول عليهم يوماً لتحرير فلسطين أو الجولان أو مزارع شبعا مهما تعملقوا أو ترائى للناس ذلك، وبالتالي فإعلان أو إشهار مثل هذه العلاقة لا يعدو عن كونه أشبه بفقاعة أو بالونة نُفخَت وسرعان ما ستنفجر وينتهي أثرها .
وعليه فلا داعي لأن يعطى مثل هذا الحدث كل هذه الضجة وهذا التهويل الكبيرين حتى لا يظن هؤلاء أنهم من الأهمية بمكان ما يجعلنا نأسى على فراقهم أو ضياعهم من بين أيدينا، فأربعون كلباً إذا بالوا في ماء البحر ما ينجسوه، أو كما قال ذات مرة الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين .
#معركة_القواصم