السقوط الأضخم .!!

 

 

إب نيوز ١٥ أغسطس

*عفاف محمد

وهكذا دنسوا عروبتهم ،وعلى العلن بتطبيعهم السافر الذي كان من تحت الطاولات. ولكن ترامب المخلوق العجيب، كشف عنهم الستار وفضحهم لأكثر من مرة حتى جعلهم يخرحون من تحت تلك العباءة النتنة التي تصور لأعوام خلت انها عباءة دين رصينة حصيفة، تراعي حقوق الإسلام والمسلمين. وتصدر الأحكام و الفتاوى التي كان الجميع يصدقها ويتماشى معها على انها من صلب الأسلام. وفي حقيقة الأمر هي تخدم المصالح الأمريكية والصهيونية ولا تخدم بأي شكل من الإشكال الدين الإسلامي ومصالح المسلمين.

فيما مضى وليس بالبعيد كانت وزيرة الرياضة قد تكرمت على ملوك الإمارة بزيارتها المشرفة لهم وحظت بتدنيس مسجد ابو ظبي ،واستأنست الإمارات بعزف النشيد الوطني الإسرائيلي خلال مبارة للجودو ،ومؤخراً تم إرسال عدة طائرات كمساعدات طبية للفلسطينيين دون التنسيق معهم مما يؤكد انها لحليفتهم الصهيونية. ولم يتقصر الأمر عند هذا الحد. فقد نشر السفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة في صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية وتقول إن لها أهمية دراماتيكية لأسباب عديدة بينها أنه “لا يوجد بين إسرائيل والإمارات علاقات دبلوماسية”. في وقت قام العتيبة بإطلاع البيت الأبيض بمضمون هذا المقال قبل نشره. فكل ذلك يؤكد مدى تماهيهم في حبهم المقدس للصهيونية الخبيثة والتي حتماً تضمر لهم السوء وتمتص منهم ما تستطيع ان تطاله بسذاجتهم.

الأمر الذي صرح به ترامب واسماه بالأختراق الضخم وهو اتفاقية سلام تاريخية بين صديقتيه العظيمتين إسرائيل والإمارات ليس بالأمر المفاجئ والجديد فقد فاح ريح فضائحهم منذ تولى ترامب منصب الرئاسة.
ويعتبر توقيت إعلان ترامب عن الإتفاق ضرورة قصوى لمصلحة شخصية له ولنتنياهو. فترامب يريد إنجازاً كبيراً يجمع فيه مصلحته ومصلحة الكيان الغاصب في آن، ليضمن إنتخابه في دورة ثانية بعد تدني نسبة التأييد له داخلياً وإنقاذ نتنياهو من السقوط بعد تعثر حكومته وإحتمال الذهاب إلى إنتخابات رابعة جديدة لا تضمن نجاحه. وهذا الأمر يسمح بمحاكمة نتنياهو بتهم الفساد والرشوة.

لقد استخدم ترامب التضخيم الإعلامي فيما يعتبره إنجازاً لإرضاء غروره وغطرسته وديكتاتوريته في دفع باقي الدول العربية إلى الإعلان عن علاقتها السرية مع الكيان الغاصب كما فعل مع الإمارات.

You might also like