التطبيع مع إسرائيل من السر للعلن..مجاهرة بالخيانة .
إب نيوز ١٥ أغسطس
وفاء الكبسي
لم يشهد التاريخ العربي عصر خنوع وضعف وخيانة كالذي نشهده اليوم، لقد ذابت الكرامة العربية في كؤوس الخمور ومعاهدات السلام مع إسرائيل.
لم أستغرب أو استهجن ظهور التطبيع الإماراتي الإسرائيلي للعلن، فقد امتدت علاقات دولة الإمارات مع إسرائيل لأكثر من عقدين، حتي تعدت درجة التطبيع منذ زمن طويل وتحولت بالاتفاق الجديد إلى تحالف مع تل أبيب، ذلك أن أبو ظبي تؤمن بأن إسرائيل تستطيع أن تفعل المستحيل لحماية هذه الدويلة الصغيرة.
حاولت الإمارات إخفاء التطبيع مع إسرائيل وتناولت إظهارها تدريجياً، فظهرت بداية التطبيع بين دولة الإمارات وإسرائيل عام 2004 وهو عام تأسيس بورصة دبي للألماس، الحجر الكريم ألذي يسيطر اليهود على تجارته في العالم، وقد ساعدت إسرائيل الدولة الخليجية للانضمام إلى الاتحاد الدولي لبورصات الألماس، مقابل تسهيل دخول رجال الأعمال الإسرائيليين إلى دبي وأبوظبي، ومن البورصة تطور النشاط إلى التعامل مع كبار التجار وأصحاب محلات المجوهرات، كما أعلنت عن استقبال الرياضيين الإسرائيليين بشكل طبيعي للمشاركة في البطولات الدولية التي تجرى لديها، كما قامت في عام 2010 باستضافة فريق “الجودو” الإسرائيلي للمرة الأولى، وفي المقابل شارك فريق الدراجات الإماراتي يرافقه الفريق البحريني في سباق “جيرو دي إيطاليا” الذي جرى على غير العادة في شوارع القدس المحتلة.
ليست الإمارات هي الدولة الوحيدة التي لها علاقة مع الكيان الصهيوني، فكل الدول الخليجية ذات علاقة مع الكيان الإسرائيلي سواء كان فوق الطاولة أو تحت الطاولة، لقد كشفت الأقنعة وظهرت خيانتهم وعمالتهم، ولم يتبقَ سوى إعلانها، وستكون الدولة التالية هي البحرين حسب تصريحات أحد المسؤولين الإسرائيليين بأن دولة البحرين ستوقع اتفاقية السلام مع إسرائيل في المستقبل القريب!
ظهور التطبيع الخليجي للعلن يستند إلى حماية إسرائيلية علنية لأنظمة الخليج وإلى ارتباط الأمن السعودي بأمن إسرائيل وخاصة بعد اعتراف نتنياهو بالقول إن استقرار الأمن في السعودية هو أولوية لاستقرار امن إسرائيل !
وبذلك يتضح لنا أن التطبيع بين إسرائيل وأنظمة الخليج ليس وليد اليوم وليس بالأمر المستجد أو بالحدث الطارئ بل إن التطبيع بين تلك الأنظمة وإسرائيل قائم منذ موافقة حكام الجزيرة العربية بالتواطؤ لمصلحة شتات اليهود وتغاضيهم عن نشأة الكيان الصهيوني وتوسعته على حساب أرض فلسطين العربية تنفيذاً لأوامر بريطانيا صاحبة الفضل في إيجاد أنظمة الخليج العربي، وهكذا يمكننا فهم الشراكة التاريخية، والولاء المزمن بين إسرائيل وأنظمة الخليج.
فمن المسؤول عن هذا الإنهيار العربي الشامل؟!
هل هي الشعوب العربية الخاملة أم نخبها المتذبذبة المنافقة أم أنظمتها الحاكمة الخائنة؟! ألا تفسد السمكة عادة من رأسها؟
إذاً كيف ستواجه الشعوب العربية وخاصة شعوب دول الخليج تواطؤ وخيانة حكام الخليج مع إسرائيل ضد الأمة الإسلامية و القضية الفلسطينية ومقدساته، وكيف ستزيحهم من كراسي الحكم؟!
لديا ثقة كبيرة في صحوة الشعوب العربية خاصة بعد سقوط أقنعة حكامها الخونة، لأنها باتت اليوم تدرك من هو عدوها الحقيقي والوجودي الذي لا يريد سلاماً حقيقيا وتدرك حجم ارتكاب هذه الجريمة النكراء في حقها وحق الشعب الفلسطيني، وفي حق وجودها وفي حق تاريخها ودينها ومقدساتها، فالأمة لن تضعف عزيمتها بمثل هذه الخيانات التي هي غثاء كغثاء السيل، فـ”الحق هو الذي يبقى وينتصر في النهاية، ومزبلة التاريخ تتسع لجميع الخونة المجاهرين بالحرام المطبعين مع الكيان الغاصب ، ولا شك أن الشعوب العربية ستهزم التطبيع.