عندما يموت الضمير

إب نيوز ١٥ اغسطس

أميرة السلطان

وصلت للمستشفى في حالة حرجة وخطيرة جدا ، أُدخلت وبسرعة إلى غرفة العناية المركزة.
ماهي إلا دقائق معدودات حتى اخرج الطبيب رأسه من تلك الغرفة منادياً بصوت مرتفع لمرافقها : أنت يا هذا لا تقف هناك متبلداً دونما حركة أسرع فمريضتك بحاجة إلى مساعدة إنها تلفظ أنفاسها الأخيرة.

تسمر ذلك المرافق في مكانه من هول ما سمع مكرراً عبارة الطبيب:
” تلفظُ أنفاسها الأخيرة: ؟!!!

عاد الطبيب لينادي المرافق مجددا أما زلت هنا!!! لماذا لم تذهب لطلب المساعدة أو على أقل تقدير أن تتحرك من مكانك؟!

علت الدهشة والتعجب الشديد وجه الطبيب وهو يرى ذلك الشخص واقفا على النافذة الزجاجية لغرفة العناية الفائقة ويرى مريضته وهي تموت أمامه ولا يبدي أي تحرك أو تجاوب مع أحد !!!

عاد الطبيب إلى المريضة بعد أن أشارت إليه بإشارة مفادها أن يأتي إليها.
هرول الطبيب إليها لكي يعرف ماذا تريد منه.
اقترب منها رويداً رويدا وهي تتمتم مجرد تمتمات وبصوت منخفض لا يكاد يُسمع.
قال لها الطبيب : عذرا أنا لا اسمع ماذا تقولين ؟
حاولت تلك المريضة جاهدةً أن ترفعَ صُوتها لكي يسمعها ، أبعدت جهاز التنفس من فمها فقالت: أترى ذلك الواقف خارجا؟
قال لها الطبيب نعم أراه؟
قالت ما الذي قام به بعد أن علم أني في لحظاتي الأخيرة؟
قال الطبيب بصوت حزين: لقد بذل كل ما في وسعه لكي يقوم بإنقاذك ( لم يقل الطبيب الحقيقة لتلك المريضة لكي لا تتأثر)
ضحِكت المريضة ساخرة: لا تكذب عليَّ أيها الطبيب فأنا على يقين تام أنهُ لم يحرك ساكنا ولم يبدِ أي موقف.

قال لها الطبيب مستغربا: وكيف عرفتي بهذا الأمر على الرغم من أنك كنتِ فاقدة للوعي ؟ !!!

أجابتهُ بعد أن نزلت من عينيها دموع الحزن والاسى بصوت متعب: هل تعلم من أنا؟ ومن هو ذاك؟

أنا أمة الإسلام التي سُلبت كل معانيها
أنا من سرقوا منها العزة والإباء والشهامة .
أنا من أهانني الأعراب حتى والوا وطبعوا مع أعدائي الذين أوصلوني لهذه الحالة التي تراها أمامك.
أنا وأنا وأنا …….

وهل تعلم من ذاك الذي اختار لنفسه أن يكون في صف المتفرج لا أكثر كاحسن كال إلم يكن في صف أمريكا وإسرائيل أساسا ؟!

إنه شعب الإسلام.
شعبي الذي يراقبني وأنا أموت وأنا أُدمر وأنا أُذل
ولكن …..!!

آآآآه يا ولدي وإن شرحت لك أنا على يقين أنك لن تدرك حجم ما أعانيه من ألم .
خذ مني هذا الكلام قبل أن أرحل
متى ما غابت الرجولة والإنسانية والنخوة والشهامة وأعطي الضمير إجازة مفتوحة وقُتلت روح المسؤولية من قلوبكم فكن على يقين ألا وجود لأمة الإسلام

ماتت الأمة الإسلامية بعد أن تخلى عنها ابناؤها.
ماتت بعد أن تركوها تواجه مصيرها بمفردها وهم على علم بخبثِ ودهاء أعدائها.
ماتت أمة الإسلام بعد أن استغاثت مرارا وتكرارا بنا ولكن دون ما فائدة.
قال الطبيب حينها : وهل تستطيع الأم العيش بعد خذلان أهلها لها؟!
وهل هناك أم قادرة على أن ترفع رأسها بعد أن أساء أبناءها إليها؟!

فإنا لله وإنا إليه راجعون.

#اتفاق_العار
#ومن_يتولهم_منكم_فإنه_منهم

You might also like