فليستقم العالم

إب نيوز ١٨ أغسطس

صفية جعفر

تأخذنا اشرعة عقولنا إلى ذلك المدى البعيد الذي هو أقرب إلينا من حبل الوريد فتدور بنا الحياة بُرهتاً وتتحول اُخرى ما اقذر العيش في وسط عالم مخيم بالظلام،والظلم والضلال،ووحوش لا تكاد ان تُشبع بطونها بفتات البشرية ما اشرس المواقف،وما اثقلها على صدورنا،نحِنّ إلى اجواء عامرة بالرحمة،والأُلفة،بالحب والسخاء،اصبحت الأمة الإسلامية في السُبات الذي صنعته امريكا وضحكت في وجهنا لتُرضينا فتبسمت ضاحكتاً من جهلنا،الويل لمن ينام ويرتاح ويتقلب على فراشه يمنةً ويسره وهو يعلم ما يجب عليه أن يعمل …

ما اقسى الحياة! يُرددها الكثير من البشر ونسوا انها ساكنةً لا تُحرك مستقر،وتمتعوا ونسوا ملك السماوات والأرض لم يتذكروا اننا سنعبُر الحياة وسنمُر مرور الكرام،نخاف ظلام الليل،نخاف الموت،نخاف القتل،نخاف الكلمات الجارحة حتى على مستوى الكلمة نخاف ان نقول الحق فيجروا ضمائرنا حتى وإن كنا نعلم اننا على الحق،اصبحنا نخاف الحياة بشكل مفرط جداً،وكل مرة تتجدد التبريرات لدى اشخاص،علما،حكومة،وزارة،ولكن في نهاية المطاف الحقيقي الذي غفلنا عنه تماماً لن تنفع تبريراتكم،ولا تهويلاتكم،فقط ينفع الحق،وسيُرمى الكذب راساً على عقب،وما الحياة إلا ثواني،تُحسب،وعقارب الساعة ليست إلا دقات،تُحصي لنا ضربات القلب اليومية،وستنتهي الحياة…

نقاوم الظلم ولا نُحرك ساكنا،ويكأن الله غافل عما يعمل الظالمون،ويكأنه لا يُفلح الظالمون،وكأن العالم هذا قد ظمن وثائق للحياة الأبدية وانهم مُخلّدون لا محاله تتسارع الخُطى نحو الخطايا،وتُبطئ عند الحسنات،وتتكاسل عن الخيرات،وتتغاظى عن المكرمات ما اشح النفس التي لا تعلم انها يجب أن تكون الأولى في صفوف الحقوق الإنسانية الطبيعية لا تلك التي تدعي حقوق الانسان،وهي تقتل،وتمنع،وتحاصر، وتفعل المنكرات بل والمحرمات…

تتوارى كل تلك الدفائن خلف كومة من الغبار الذي يكاد أن يُطبق على قلوب مجرمي العالم،فما الإعلام السعودي إلا كذبه اراد أن يستحوذ به على عقول الناس وعلى ضمائرهم ليتحركوا لا إرادياً ضد الحق ويخذلوا الباطل وبكل ادنى مستوى لا تلين قلوبهم للأطفال الذي تفحمت اجسادهم وتوارت سوأتهم تحت سواد من ظُلم العالم،فلم يجدوا لهم سوى العدو الذي يجب أن يُطلق علية بمصاص الدماء،والوحش الذي لا يكاد أن يرى امامه سوى اجساد بشرية ليترنم على مُستساغ مذاقها فقد امتلكت القساوة قلوبهم فهم كالحجارة او اشد قسوة وإن من الحجارة لما يهبط من خشية الله وإن منها لما يتفجر منه الأنهار….

فإلم يستقم العالم فلا ضير ولا خوف من الله فيما يحدث من كوابيس لا نكاد أن نصحوا منها…

 

You might also like