النفاق في سبيل الله.
إب نيوز ٢٠ أغسطس
بقلم/ فاضل الشرقي
ييييي لحظة لحظة قبل ما تنشر غلطت في العنوان كتبت النفاق وأكيد قصدك الإنفاق…
لا لا ما غلطت قصدي النفاق.
ليش به نفاق ومنافقين في سبيل الله؟!
نعم فيه.
كيف وضح ذلك؟
يا أخي النفاق أشكال وأنواع وألوان وكذلك المنافقون، وليس المنافق فقط هو الذي يعادي الإسلام ويتولى الأعداء، هؤلاء نوعية فقط، والا فغالبية المنافقين مع رسول الله لم يكونوا متولين للخارج، وإنما بطبيعتهم وأعمالهم، وكانوا يصلون، ويزكون، ويحجون، ويخرجون للجهاد، ويقولون بالشهادتين، ولكنهم كانوا كسالى، وكارهين، ومتثاقلين، وكانت أعمالهم كلها شقاق ونفاق وتفريق بين المؤمنين، وتحريض، وتشويه، وكذب، ودعايات، وشائعات، وإثارة للأحقاد والضغائن، والتشكيك، وهز ثقة الناس في القيادة، ويعملون ويتواجدون داخل الصفوف، وقد كشفهم وفضحهم القرآن وقال: (وفيكم سماعون لهم) فكانوا منافقين بأعمالهم ونفسياتهم وأساليبهم هذه.
ولكن كيف يحصل ذلك؟
قد يحصل في أقل وبعض الأحوال بحسن نية – وهو موضوع حديثنا- تحت اسم وبهدف الإصلاح والتصحيح والغيرة على الدين، ودافع الحرص والمسؤولية وفقاً لتصورات ومفاهيم وتعبئة خاطئة، وقد يحصل نتيجة لقلة الوعي والدين والتقصير والخوف من الله رب العالمين، وفجوة كبيرة في العلاقة مع الله، وضعف الارتباط بدينه وهداه، وهنا يقع البعض في النفاق بأعماله وتصرفاته وسلوكه فيعمل أعمال المنافقين ولو لم يكن منافقا في نفسه، وهذا مرض خطير ينتشر في أوساط المؤمنين والمجاهدين منهم، وهو واضح في القرآن الكريم، ومع أصحاب رسول الله صلوات الله عليه وآله، واليوم تعدد وتوسع النفاق وتخصص إلى سياسي، وإعلامي، وثقافي، واجتماعي، واقتصادي، وأمني، وديني، وإداري ووو الخ، ومنه هذا “النفاق في سبيل الله”.
والله يا أخي ورطة ومأزق كبير، وهل في ثقافتنا القرآنية ما يؤيد ذلك، أرجو التوضيح أكثر؟
نعم موجود في الدروس والمحاضرات، ولكن المشكلة عدم الاهتمام بها واستيعابها، فهل تعلم أنّ الجزء الأكبر من ثقافتنا القرآنية لا زال مغيباً حبيس الصفحات، أنظر واقرأ واستمع معي لهذا النص المهم من سورة النساء لسيدي حسين رحمة الله تغشاه، الذي يعالج فيه حدوث مثل هذا، ووقوع البعض فيه، ويجب يا أخي أن نركز على مثل هذه المواضيع الحساسة الغائبة عنا تفاديا للوقوع فيها، حيث يقول في الدرس العشرين:
(النفاق أيضاً هو يشبه الضلال، الضلال يأتي ضلال مثلاً في زمن معين هو ناتج عن أهواء وبغي وحسد ثم يمشي الآخرون على هذا الضلال ابتغاء وجه الله هذا يحصل، والنفاق أيضاً كذلك، ثم في الأخير يقدم وكأنه هو العمل الذي فيه صيانة الأمة والابتعاد بالأمة عن الشر الكبير فيشتغل آخرون وفق رؤية كهذه ، وقد لا يكون هو في نفسه من فئة المنافقين الذين هم مذبذبين ـ الله أعلم بالنفوس ـ لأن هذا محتمل فعلاً أن يأتي إنسان يبرز في التلفزيون، أو يبرز في صحيفة، أو في إذاعة يتحدث واسمه عالم، شخص قد لا تتهمه بأنه منافق ـ الله أعلم بالنفوس ـ لكن قد يكون يشتغل فيما هو في الواقع نفاق، كما أنه يحصل عمل بضلال مع حسن نية وإخلاص . إذاً النفاق عندما يقدم في القرآن الكريم كيف تكون آثاره هنا بعدما ذكر: {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ} أليس معنى هذا توجيهاً عملياً يجعل الناس يفكرون عملياً كيف يتحركون ليكونوا قوامين بالقسط ، النفاق كيف سيكون أثره أن يجعل الناس يقعدون فلا يتحركون ولا يهتمون، هذا شأن المنافق ، وقد يكون هناك نفاق بمعنى أصل القضية نفاق وإن كان أحد من الناس يقدمها بحسن نية وإخلاص عندما ترى خلاصة ما يقدم أنه يقعد الناس ولا يهتمون، ويجلسون، و[ليس لهم دخل] يمكن يحصل نفاق لله، يمكن، ويمكن ضلال لله فعلاً عندما يكون واحد لا ينتبه . ولهذا الله سبحانه وتعالى يقدم المنافق باعتبار شخصيته ويقدم الأثر الذي يؤدي إليه النفاق).