الهجرة إلى تل أبيب!
إب نيوز ٢٠ أغسطس
أميرة السلطان
تتعالى الأوجاع والصيحات والبكاء والأنات
ماهذا الصوت يا ترى؟!
أجل إنها أصوات التعذيب لمن أسلم من العبيد والمستضعفين مع رسول الله ، أصوات من أرادوا الهجرة إلى الله تاركين قوى الطاغوت رافضين لها.
يفتح الله حينها أبواب الرحمة للرسول -صلوات الله عليه وآله- بالهجرة إلى المدينة لتكون تلك البقعة من الأرض قاعدة للرسالة المحمدية ومصدر إشعاع للعالم بعد أن رفضها أهل مكة وحاربوها.
فكان مُجتمع الأنصار هو من تحمل مسؤوليته وأكرمهم الله بهذه الرسالة فقال الله سبحانه وتعالى: {فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ}
ثلاث وعشرين سنة هي مدة الرسالة الخاتمة بذل فيها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أقصى مافي وسعه ليهدي الناس ويعلمهم ويزكيهم ويسمو بروحهم ليجعلهم أمة راقية في أخلاقها ومُصلحة في أعمالها.
عشر سنوات فقط لا غيرها هي مدة مكوث رسول الله في المدينة وعلى الرغم من هذه السنون القلائل إلا أنها بنت للمسلمين مكانة كبيرة حَسب لها العدو قبل الصديق ألف حِساب حتى بات الروم والفرس وهم من كانوا قوة كبيرة يعطون الجزية لهم عن يد وهم صاغرون.
عشر سنوات فقط عاش فيها من أ
انتمى للإسلام عزة وكرامة ورفعة وإباء وهم يرون قائدهم بتلك القوة والشجاعة ممزوجة بالرحمة والرأفة.
تلك هي هجرة رسول الله ومن سار في ركبه ومعه .
اليوم يعيش العرب والمسلمون هجرة من نوع آخر، هجرة السقوط في وحل العمالة والتطبيع والخيانة ضاربين بعرض الحائط دماء سقطت وما زالت تسقط منذ وجود العدو الغاصب في قلب فلسطين.
هجرة مسارعة لمن في قلوبهم ( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ)!!
فهذا يفتح مطاره ، وذا يوقع اتفاقية والبعض يجاهر ويفاخر بهذه العلاقة المنتنة ، والبعض الآخر ما زال ينتظر الدور لكي تتاح له الفرصة ويعلن تطبيعه علنا كغيره ، والبعض لديه علاقة مع كيان العدو ولكنها ما زالت تحت الطاولة وما بين كل هؤلاء ضاعت أمة المليار !!
باتت أمة الإسلام اليوم تفتخر وتحتفل بالهجرة إلى تل أبيب وكأنها هجرة تمنحهم جواز سفر إلى الجنة؟!
أي انحطاط وسقوط مدوي تعيشه الأمة، وأي هجرة تبغي؟!
هل سنعود إلى الهجرة النبوية ونستلهم منها كيف يجب علينا أن نعيش كما أراد الله لنا ( خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) ونتحمل مسؤولياتنا {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}
أم أننا سنكون ممن قال الله في حقهم {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} وحينها فقط سنكون حقا من الظالمين الذين لا يهديهم الله؛ لاستحقاقهم الخذلان!!