التعليم ..

إب نيوز ٢١ أغسطس.

رويدا البعداني .

كان اليوم عصيبًا مترعًا بالخوف لدي مذُ استيقظت، يوم يعب عبابه .بالأسئلة الوجلة ، تدور في خلدي العديد الاستفهامات المحيرة ماورد منها :-
ما حال صديقتي الأثيرة في لجنة الامتحان ليومنا هذا ؟ هل استطاعت أن تُجيب عن الأسئلة وتظلل بالطريقة الصائبة ، فحالها بالأمس لايطمئن البتة نظرًا لواقع بلدتنا المشؤوم ، وزيها البائس الذي أرتدته مذُ دق ناقوس الحرب أرجاءها ، حين أذن مؤذن الحرب أنه حيَّ على الحداد .

من ذلك الحين نسينا مامعنى الفرح فالأتراح صارت كل مالدينا ، أتتنا الأحزان أفواجا ، لفحتنا نار الحرب بشراهة ، يتمت الصغار ورملت الكبار وكم تفاقمت أعداد الثكالى يومًا بعد يوم ، أصبحت أفراحنا عبارة عن ديمومة مآتم ونحيب لايكف لايخف عويله ، بلحظة ضاربة وقعنا ضحية لقراراتهم الهوجاء ، قرارات حنظليه نستسيغ مرها بمرارة كل ماجن الليل وعسعس ، قرارات دُست فيها المصالح الذاتية أودت بنا إلى حافة النهاية والواقع خير متحدث وشاهد وكفيل .

هانحن اليوم نقف بتكاسل عالمي آسر ، وصمت أممي عابر ، نقف على عتبة التعليم الذي لم يبقَ منه إلا المسمى ليس إلا ، فالموازيين فيه انقلبت ، والمقاييس تحولت ، من حال إلى حال ، راح ضحية كنحن ، تدهور حاله وحدد مصيره من قبل محكمة الأرض الذي لاعدل فيها ، أشتدت سنين عجاف على أرباب العلم ، كانت تضاريسهم قاسية العورة في ظل هذه الحرب الدامية ، فالمعلم وبعد أن حضر مجاهدا ليؤدي وظيفته المهنية في ظل انقطاع راتبه الشهري بسبب العدوان الجائر حتى لا ينهار التعليم على يديه ،فإنه انهار على يدي معلم آخر أغرته أموال الدنيا عن الجهاد وتأسيس الأجيال ،وانتهت بنا الحكاية بمزار جائحة كورنية تترصد ماتبقى لنا من دبيب حياة ، وللحفاظ على هذه الحياة المبتدعة تجملت لنا منابر الإعلام الهرمة بقرار الحظر المنزلي إلى انتهاء مدة هذه الزوبعة الكورنية .

وأمام فوهة الأحداث الغائرة ، أتانا النبأ العقيم عن دنو موعد الامتحانات الوزارية لــ2021-2020 م وهنا مايدعوك للضحك والبكاء في آن واحد ، ولكنه قرار محتوم ليوم بات معلوم لاتملص منه ، ولكن يبقى السؤال عين ونص الحوار… كيف بالإمكان مصاهرة كتب لم يُفتح منها إلا أوراق ضئيلة في مستهلها نشيد وطني ، كُتب لم يتناول منها إلا الوحدات الأولى ؟

كيف سيتمكن الطالب من فهم مايُعصى على عقليته البسيطة والتي عادة ماتحتاج لمعلم يرشد ويصوب ؟ كيف سيبادر بحل المعادلات الكيمائية المتخمة بعناصر أشد خطورة على جسده ؟ كيف سيعلم ماهية القيم المجهولة حين يبحر في هندسة الفكر راجيًا جبر الخاطر ، ماذا عن الأمواج التي تلاعبت بمستقبله مابين تكامل المد وتفاضل الجزر ؟
وكل هذا بفعل من أغرته الدنيا وانقصت من وطنيته.

لأعد إلى صلب بدايتي ، لازال القلق يتسمرني بين الفينة والأخرى فصديقتي لم تعد بعد هاهي شمس الظهيرة تتوسط كبد السماء وهذا وقت عودتها ، انتظرت وانتظرت كانت الثواني تمشي ببطء ، أعطيتها منسأة لتحث الخطى مسرعة ، وإذ بصديقتي تلوح بيدها وعلى مايبدو أنها سعيدة بعض الشيء ،استنجت حينها أنها اجتازت امتحانها لهذا اليوم ، وانزاح مني ذلك الخوف الشديد .

 

You might also like