كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء .
إب نيوز ٢٣ أغسطس
*أم الصادق الشريف .
ونحن نعيش ايام ذكرى كربلاء، ايام ثورة الحق في مواجهة الباطل، ثورة انتصار الدم على السيف، ثورة جسدت قمة الصبر والرضا، قمة الرضاء بالتضحية بالمال والنفس والأهل في سبيل الله تعالى…
كربلاء التي جسدت قمة البذل والعطاء، وأي عطاء أعظم من قول الإمام الحسين الذي كان فعلا على أرض الواقع:
*إن كان دين محمد لن ينتصر إلا بدمي فيا سيوف خذيني*
ولما أخذت الرماح والسهام جسد سيد شباب أهل الجنة الطاهر صارت شهادته تجديدا لمقولة جده المصطفى لما وضعه كفار قريش ويهودها :
*والله ياعم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الدين ماتركته حتى يظهره الله أو اهلك دونه*
بروز الامام الحسين للميدان وحيدا مع قلة من أسرته وأحب الناس إليه وخلص أصحابه كان ٱنذاك كوالده علي الكرار ممثل الإيمان كله:
*برز الإيمان كله للشرك كله* لقد فضحت شهادة الإمام الحسين أحفاد الطلقاء، أحفاد الوليد وعتبة، أبناء هند بنت عتبه، أمام أبناء سيدة نساء العالمين … فلو لم يختار الإمام الحسين خيار السلة لوقع في الذلة، ولوقع معه الإسلام كله إسلاما يزيديا مع من حوله من علماء السلاطين عبدة الدرهم والدينار …
لكن وقوف الامام الحسين شامخا رافعا رأسه متحديا عدوه انه المتصر كما قال سيد الساجدين وزين العابدين: *إذا رفع الأذان ستعلم من المتصر*
وكان الحسين هو المتصر ببقاء الأذان مرفوعا:
*أشهد أن محمد جد الحسين رسول الله*
أو كما قالت أخته زينب بنت الفصاحة والبلاغة:
*والله لن تمحوا ذكرنا ولن تميتوا وحينا…إلخ*.
وكانت نهاية يزيد ومن معه عاجلة حكم ثلاث سنوات فانتقم ممن خذلوا الحسين في مكة فهتك حرمتها واستباح نسائهم ورماها بالمنجنيق و..
ثم مالبث ان مات موتة شنيعة ورمي به في مزبلة: “قتلت احفاد رسول الله”.
وما اشبه اليوم بالبارحه، فما حصل لمن هم الٱن يغطون على جرائم يزيد يلتحقون بركبه فيتجاهرون بالفساد ويعلنون التطبيع مع يهود واموية العصر فكان أول عقاب لهم هو طلب الإعلان الرسمي بالعمالة والتطبيع، وهذه فضيحة كبرى، وقبلها طلب منع الحج فضيحة أكبر وأعظم
فما أشبه حكام الخليج السابقون بنفاقهم لمعاوية المتظاهر بالإسلام ، وما أشبه بن سلمان وبن زايد بيزيد أعلنا وتجاهرا بالفسق بفتح البارات والمراقص والمحاربة الصريحة لكل عدو لليهود .. ونهاية كل فاسد هو الفضيحة ثم السقوط..
لكن سيضل وسيبق شعار كل حسين في كل أرض لكل طغاة العالم هو شعار أعظم فدائي في الإسلام القائل وأسرته بين أيدي اللئام :
*مثلي لا يبايع مثلك*.
شعار : *هيهات منا الذلة*.
شعار: *إن الدعي ابن الدعي قد وضعنا بين اثنتين إما السلة وإما الذلة وهيهات منا الذلة*
ايها الانسان المغفل لتعلم أن الله تعالى قادر على أن ينصر دينه بدون عناء على أوليائه انما كما قال عز وجل :
*أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً*.
ثم بعد تمييز الخبيث من الطيب ينقسم الناس إلى فريقين كما قال تعالى :
*وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ*.
ففريق يزيد في كل عصر بلا شك هم فريق السعير، وفريق الحسين ومن على نهج الحسين أخبرنا القرٱن الكريم في سورة كاملة:
*وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا، مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِك، ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرً، وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا…إلخ*
فاختر مكانك فلا مجال لما يسمى محايد، فكن منافقا في الدرك الاسفل من النار مع أصحاب السعير ، أو مع الحق والحق واضحة معالمه …
#ذكرى_عاشورا