من دروس الهجرة النبوية
إب نيوز ٢٣ أغسطس
د.تقية فضائل
كثيرة هي الدروس التي يستفيدها المسلمون من سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم وما ورد في الأبحاث والدراسات هنا وهناك مازال بحاجة للمزيد من الدراسة والتامل لإعطائها حقها من الأهمية البالغة ولتنقيحها مما أدخل فيها من الأباطيل لأن سيرته الشريفة صلى الله عليه وعلى آله وسلم هي موجه من الموجهات التي تسير في ضوئها اﻷمة وتسترشد بها في حياتها.
ومن هذه الدروس هجرة نبي الرحمة صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الأطهار من مكة إلى المدينة والمتأمل بداية من زاوية استجابة الرسول إلى الأمر الإلهي للهجرة وترك مكة وهي أحب البلاد إليه فيها نشأ وترعرع وفيها أهله وأقاربه وكل مايملك ، كما أنه بخروجه سيكون معرضا للخطر لأن بني هاشم أهل رسول الله كانوا يحرصون على حمايته والوقوف دون رغبة كفار قريش في قتله والخلاص منه وكانت قريش تهاب جانبهم وتخشى انتقامهم إن هم تعرضوا لرسول الله بالأذى، أمر يدعونا إلى إدراك أن الاستجابة لأمر الله أكبر من أي اعتبارات عنده صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإيمانه و ثقته العظيمة بالله جعلته ينطلق ملبيا أمر ربه وما كان له وهو خير من عبد نفسه لله أن يتردد في الإقدام على الخروج من بلاده طاعة لله ونصرة لدينه وشعورا بالمسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقه وتقديمه لمصلحة الأمة والبشرية جمعاء على مصلحته الشخصية إن الحبيب المصطفى ترك مجتمعا أعرض عن الحق وتمادى في غيه مستكبرا واتبع خطوات الشيطان وأعاقه توليه للظلمة والمستكبرين وانصياعه لهم عن اتباع الحق ومال صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وسلم إلى مجتمع شرح الله صدره للإسلام وأنار بصيرته فرأى الحق والخير بمد يده للرسول معاهدا بالنصرة والحماية محبا لمن جاءه مؤمنا بالله ورسوله مؤثرا للمؤمنين على أنفسهم مضحيا بالأنفس والأموال في سبيل الحق ، إنه مجتمع الأنصار اليمانيين من يكثرون عند الفزع ويقلون عند الطمع ، هاهي الهجرة النبوية تقول لنا إن خير الوطن هو ما ارتضاه الله لنا ووجدنا فيه من ينصرون الله ورسوله وصالح المؤمنين وشر الصحبة من يعرض عن الطريق المستقيم الطريق الذي سلكه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وسلكه وليه ووصيه الإمام علي بن أبي طالب والأئمة من آل بيته
اللهم إنا نتوﻻك ونتولى رسولك ونتولى الإمام علي ونتولى من أمرتنا أن نتوﻻه سيدي ومولاي عبدالملك بن بدر الدين الحوثي .وصلى الله على من هاجر بأمر الله وفي سبيل الله لينشر الحق والخير والسلام في أرض الله تاركا في أثره كتاب الله وعترته من آل البيت يسيرون على نهجه ونهج وليه الإمام علي ويقودون الأمة.