علمتني كربلاء ..
إب نيوز ٢٤ أغسطس
سعاد الشامي
علمتني كربلاء أن أتمسك بتفاصيل أحداثها جيداً؛ لأنها منارة الحق التي تبقي الثائرين على قيد الحرية.
علمتني كربلاء أن الثائر لايحمل نقاط الضعف في ذاته. بل هو المفعم بمشاعر بركانية الثوران حينما يستفزها الظلم. فتهب نشطة، تشطر صدر الظلم وتقتحم الأخطار وتواجه الصعوبات وتغير الواقع .
علمتني كربلاء أن الدين أغلى من الدم. والإنتصار لا يعني البقاء والحصول على كرسي الحكم والتسلط على رقاب الناس؛ بل هو إنتصار القيم والمبادئ التي ينادي بها الدين.
علمتني كربلاء أن الطغاة مهمتهم أسكات صوت الحق. ومهمة الأحرار زرع القلق في نفوس الظالمين ومقاومة أهل الظلم والباطل حتى وإن فقد الأمل في النصر.
علمتني كربلاء أن لا أنخدع بمظاهر الإسلام المزيفة. وأن لا أصغي لتجار الكلمة المنافقة وعلماء الجور الذين يرمون على جرائم حكام السوء وسلاطين الشر ركاماً من المديح والتصاريح الكاذبة ليغطوا بها سوءاتهم.
علمتني كربلاء أن عشاق السلطة وسماسرة الحكم هم حنادس الجهل والضلال ، والعقبات الكبرى في طريق البناء والحضارة البشرية. وأن الإستسلام لهم هو مايبعدنا عما نستحقه من أنوار الهدى ومنازل الحضارة والسمو.
علمتني كربلاء إن الذين يتقاعسون عن نصرة الحق ويبرّأون الجلاد ويدينون الضحية سيقعون لاحقاً في قبضة الجلّاد نفسه ويصيرون طعماً لسيفه وجبروته.
علمتني كربلاء أن البطولة ليست شعارات ترفع أو أوسمة تلصق على الأكتاف وأنما هي مواقف مشرفة يصنعها الإنسان بنفسه في معركة الحق ضد الباطل.
علمتني كربلاء أن المرأة ليست خارج دائرة المسؤولية الجهادية وعليها تقع مسؤولية مساندة الرجال واكمال ثوراتهم .
علمتني كربلاء إن راية العدالة التي يحملها الأحرار في زمن الصمت والخنوع هي راية مقدسة يمتد أثرها إلى أبد الدهر؛ وتبقى في قلوب المؤمنين علم لا يمكن أن يهوي على الأرض.