كربلاء مأساة كتب لها الانتصار.
إب نيوز ٢٥ أغسطس
كتب / منتصر الجلي.
هناك أصداء لأصوات تقترب…. نسمع حوافر خيل تدنوا، هناك ظِلُّ لرجال ملامح الغيبة تعرفهم! يتوشّحهم سواد العتمة.من أسْرجت تلك الخيل الحُمُر المستنفرة إلى ملاقاة العدو…تشدنا سرعة الصوت وعجلة الغمار، يستثار تساؤل الحيرة إلى أي قفار تتجه تلك الجند الموصدة بسلاسلها وسيوف ينصل بريقها؟
ينادي المناد إنها كربلاء..
تتأوه الأنفس ويتخذ سيد الشهداء عبارات الوداع، إنها كرب وبلاء..
تضع الخيام مطارحها ، وتدنوا النساء من الأرض، يهبط الحسين على أرض كربلاء، يستقبله الحَرّ والصخر له ساجدين..
وفي هودج الطاهرات، تمكث زينب الكبرى، زينب العلوية الهاشمية المحمدية، زينب وهي تنادي واحسيناه وامحمداه، صوت تهلل له فجاج السماوات…وأما سكينة الحوراء تعلو على الطغاة صبرا وتجلّدا، والعوالم الخفية لها تسمع والعشق الحسيني يذرف كل قطرة دما واديا…
لا كرب بعد كربك ياحسين.. كيف لا ، وقد أظنى عشقك ماحوت الأرض وما أظلّت الباكيات بالمزن، فكل عالي لك هوى، وكل محب لك صار رميما،
كيف لا !
ولك التواراة والقرآن سراجا وهّاجا، وعلي والدك والسبط الباقي للنبوة…نعم قتلوك ياكهف اليتامى ومأوى المساكين.. قتلوك ياحسين والطف تنادي على الزمان ثبورا….
وإذ هتاف العائدون يعالوا النصرة النصرة..
الويل لمن قتلوا أبناء أنبيائهم، ألا لعنة الله على الظالمين، ألا إن الشقي ابن الشقي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة فهيهات منّا الذلة ”
تلف الساعة عقاربها وإذا بالقرن الحادي والعشرين يستلهم أعتاب الآلم وأحداث الملحمة الحسينية، المحمدية العلوية، يلتهب العالم الإسلامي والعربي بفواجع مرة كأنها لظى، تنزع شِوى أفئدة الظالمين وطغاة البشرية….
على أطلال كربلاء من كل عام يقف الصادقين والمجاهدين وأولي العزم من الرجال، طوَّافون على مظلومية العترة المطهرة، ومقتل الشهد الشافي والعماد الباقي لرسول الله في السنة على يدي أراذل القوم وجند الشيطان الطلاقاء، فرع الشجرة الملعونة في القرآن، شجرة أمية بدءا بشيخ الأوثان أباسفيان وزوجه آكلة لأكباد وأبنهما محرف الدين وقاتل الصالحين وورثة الكتاب، طاغية آل أمية معاوية…
وذاك ابنه شارب الخمر، ملاعب القردة، من أتخذ الدين هزوا، ففرق ومرق ونكث وكفر، أحرق بيت الله الحرام، مستبيحا حرم الله في مدينة رسوله صلوات الله عليه وآله،….
نعم، قُتل الحسين وقُتل أصحاب الحسين ورضيع الحسين، ولكن ظلّت تلك الملحمة الخالدة دينا قيما وقبلة التاريخ تقصدها القلوب وتحجها الأمم، جيلا عن جيل،كتابك ياحسين عنوان لانتصار كُتب يوم أصطفيت للسماء باقيا، انتصار حمل لواءه أصحابك حتى الساعة.