عذرًا ياعاشوراء الجميع تحدث عنك إلا أنا .
إب نيوز ٢٦ أغسطس
بقلم/ عفاف البعداني.
كعادتي أمرر قلمي الفكري وأجعله يتخطى الرواسي والبراري و يهطل على أوراقه العشبية بغزارة الشعور ، وأجعله يجاري الأحداث والواقع من نافذته الصغيرة، فهو تارةً يشارك الصبح في نوره وتارةً يرافق الليل في هدوءه وسكونه.
ولكن ماالذي جرى ومالذي حصل هذه المرة! لماذا توقف قلمي وأصبح جبل جليدي يدعي السكون وفي داخله الف رواية والف سؤال شاغر.
الكل يتحدث والكل يمر والكل يرفع شعار عزاء لك ياعاشوراء الحسين إلا أنا، فقط أطالع من بعيد! أطالع مقالات، عبارات، مراسيم وكلها رثاوتعزية لماذا لاأعرف؟؟
كل ماعرفته أن هذا اليوم يقال أنه يوم استشهاد سيدنا الحسين- عليه السلام- كيف ولماذا لا أعرف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نعم وبكل صراحة لاأعرف ؟
ليس لأني حرمت من التعليم لا أكملت الثانوية بفضل الله وكنت لا أرضى لنفسي إلا أن أكون في المقدمة من العلم،ولكني الآن أرى نفسي في المؤخرة بهذا الحدث لأني مازلت لاأعرف وأجهل لماذا يرثون ويحزنون في يوم عاشوراء؟
لأنني ببساطة لم أرَ في كتبي من يتحدث عن عاشوراء بهذا النحيب ولم أجد سطور عميقة تشبعني؛ تفهمًا وترويني تفعمًا .
فقط ظهرهذا اليوم من سطور قليلة تفقد كل معاني التعمق، أيضاقد يكون تقصير مني وخفة ذاكرة في مجال المطالعة، ولكن عندمارأيت الجمع الغفير والكثير يتوحدون في شعورهم لهذا اليوم قررت أن أبحث وأنقب وأرى لماذا الكل يقدسو ويمجدو هذا اليوم، بحزن كليم الأسى وروح تفتقد مباهج الشذى لماذا ؟
ولكن هناك في تلك المحطة العظيمة وقفت وسألت وطالعت وقادتني إحدى الدروب إلى شخصية” ،حكيمة” قلت أخبريني ماذا حدث فأنا أريد أن أسمع مللت من القراءة.
بدأت تتحدث عن تلك الحادثة وكيف مات الحسين- سبط رسول الله- ولماذا قتلوه وكيف استشهدأنتهت القصة ودموعي لم تنتهِ ظلت تتدفق من ينبوع الغفلة والتخبط المعرفي لمدة سنوات.
انتهت القصة وأنا مندهشة ومتعجبة أهذا كله حصل للحسين أهكذا كانت مواقف زينب الصابرة، أهكذ قُدرت شهادته، والذي أحزنني لماذانحن مغيبون عن المعرفة الكاملة؟!
لماذا على طول تلك المدة وأنا لم أعرف!؟ وحينها عرفت مامعنى عاشوراء ،وفهمت لماذا الحزن استبد قلوبهم وناول فرحهم أقسى أنواع الجروحات ، وحرك أقلامهم للكتابة برياح قوية تشبه رياح الخريف.
وأدركت مامعنى عاشوراء وعذرت رثائهم ولكن إلى متى سيظل عاشوراء غائب من مناهجنا؟ إلى متى سيظل الكثير في غيبوبة المعرفةكما غبت أنا.
فأناالآن أقف على عتبات مناهجنا وأناشدها بأن تفتح دفتيها لتحتوي عاشوراء قصًة وتعمقًا وسيرة.
ليس من باب أني حوثية وليس من باب أني شيعية،وليس من باب أي فئة حزبية لندع هذه المسميات، وإنما من باب……أني مسلمة وهذا اليوم والحدث أجدر وأحق أن نقف عنده،ونبحث عنه ونطالع أسبابه.
فبدل أن يشدنا الفضول لمعرفة سبب عيد الشجرة وبدل أن نعرف لماذا أولئك يحتفلون بعيد الأم وعيد الحب بلون أحمر وحقيقته أسمري وأسودي الثقافة.
مثلما أحتفظنا بعيد العمال وابتهلنا بعيد المعلم ،علينا بالمثل والمزايدة أن نعرف مامعنى عاشوراء فعذرًا إليكِ ياعاشوراء الحسين، والف تعذرًا فنحن جهلنا وماعرفنا والآن نحن نبكيك، فعذرًا ويتليه الف عذرًا .
.