مكاشفة مؤسفة جدا ..
إب نيوز ٢٧ أغسطس
عبدالباسط محمد
_ الحادث الأليم الذي وقع في محافظة إب قبل أيام قلائل ومشاهد السيول الجارفة وهي تحمل على متنها أسرة بكاملها ، سارت بهم السيارة نحو اللاعودة ، وذاك الطفل فوق السيارة المبحرة على أمواج الحزن وهو يلوح بيده ليس للمساعدة لانه ربما أدرك أنه لا مغير ممن كانوا يتابعون المشهد المباشر ، المشغولين بتوثيق هذه الفرصة لمآسي غيرهم ، وتصوير الألم والوداع الأخير ليس لهذا الطفل وأخوانه وأمه ولكن للإنسانية التي ذهبت أدراج الرياح وباتت تستغل حتى الموت وتتلذذ بالالام ومعاناة البشر لتنقل الصورة بعدسات الهواتف التي جعلت الكثير من الناس عبارة عن مسوخ بشرية .
_ ما يبعث على الخوف ويدق ناقوص الخطر ويجعلنا أمام كارثة إنسانية وموت للظمير ،، ليس تهور السائق وطيشه ، ولا أولئك الحفنة من المسؤولين في العهود السابقة الذين كان همهم ملئ جيوبهم وبناء امبراطورياتهم المالية من المشاريع الوهمية ، وهم من ارتأوا أن تكون السائلة امام الجامعة بلا جسر أو ربما كان المشروع جسرا فضاع الجسر في غياهب الجيوب ،، ولا حتى فقدان الحيلة للجهات المسؤولة حاليا التي لم تستطع القيام بما عليها لأنقاذ تلك الأسرة ،، وإنما في أولئك الحفنة من اللاإنسانيين الذين تجردوا من أي عواطف أو رحمة ولم تهزهم تلك اليد التي حاولت بلا جدوى إستثارة ظمائرهم فتحولت لتوديع انسانيتهم بل وساعدتهم في جعل المشهد أكثر إثارة لعدسات هواتفهم وتزين صفحات مواقعهم والحصول على الكثير من الإعجابات والمشاهدات ممن لم يتنبهوا ان أصحاب تلك العدسات التي تابعت وصورت المشهد من زوايا متنوعة منذ لحظاته الأولى بل من قبل أن يبدأ إلى النهاية ، ولم تكلف نفسها حتى مد الأيدي لتلبية النجدة لذاك الطفل الملهوف واسرته باستثناء ذلك (الشال ) الذي تم مده على استحياء وبخجل وربما تعرض صاحبه لشتائم ولعنات أصحاب العدسات المتعطشين للإثارة ولو على حساب آدميتهم ودماء الناس .
مرت السيارة من تحت الجسر الحديدي وظلت تحته لبرهة من الزمن عل المتفرجين الذين صافح سطحها أقدامهم مستجدية إياهم لإنقاذ أرواح الأطفال البريئة .. ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله …