تغريدة السفير البريطاني.. بين الدعشنة والتطبيع !!
إب نيوز ٢٨ أغسطس
فهمي اليوسفي *
حين نتحدث عن تصريحات وتغريدات سفير بريطانيا في اليمن خصوصا التي أطلقها عبر صفحته التويترية وتنص …( على الحوثيين أن يوقفوا هجومهم غير الإنساني على مارب وأن يتعاملوا مع المبعوث الأممي بجدية .)
التغريدة . تقاس بعين العقل وبلغة الدبلوماسية أنها تبرهن تجرد هذا السفير من الأخلاق والثوابت الدبلوماسية فتحولت إلى تغريدة داعشية بكل ما تعنيه الكلمة من معان وحروف .
التغريدة تقاس من عدة زوايا:
أولاً: خرجت عن الأعراف الدبلوماسية وخروجها عن هذه الأعراف يعني أنها تندرج ضمن مشروع العدوان على اليمن .
ثانيا: ليست أول تغريدة تفوح من خلالها عدوانية هذا السفير ضد بلدنا بل هي ضمن سلسلة من التصريحات والتغريدات العدائية و الاستفزازية والهدف منها تكوين صورة مشوهة عن القوى المضادة للعدوان لتحقيق بنك المطامع البريطانية و تثبت بنفس الوقت ضلوع لندن مع تحالف العدوان بكافة الجرائم التي ترتكب بحق بلدنا منذ ٥ سنوات وحتى اليوم، هذا في حال تمكن القارئ ترجمة ما بين السطور وسوف يصل لاستنتاجات متعددة جراء لعبة هذا السفير ، جزء منها تصب نحو الدور الانجلوإمريكي للسيطرة على المضائق المائية والجزر في البحر الأحمر والعربي إضافة للثروات في هذا المربع بما يمكنها من إجهاض مشروع الحرير والبركس يفضي لتقسيم المقسم بدول المنطقة على ضوء الخارطة الغربية مع حرص هذا السفير اتباعه لسياسة التعتيم على مشاريع الناتو التي تجري بصمت من تحت الطاولة ويتطلب الأمر من وجهة سياسة الغرب إقحام دول المعمورة بقضايا متفاقمة على مدار الساعة لكي تظل منهمكة بقضايا الصراعات الداخلية ولا تلتفت لمشاريع الخارج البالغة الخطورة .
ثالثا: التغريدة توحي أن هذا السفير ينفذ مشروع العودة للمطامع الانجلوإمريكية بطابعها القديم الجديد عبر ابو ظبي والرياض ومن خلال الأجندات التي أدمنت تقبيل نعال نهيان والسجود لسلمان .
رابعا : طالما تزامنت مع مشروع التطبيع الصهيوإماراتي ودخلت على الخط ذاته الوكيلة الحصرية لبريطانيا في المنطقة وهي الإمارات من خلال دورها الإجرامي بالعدوان والاحتلال على اليمن فإن ذلك يعد جزءاً من الدور الذي يلعبه السفير لتوسعة مشاريع التطبيع في الساحة العربية ونقل ما يمكن من السر إلى العلن حتى على مستوى الأجندات التي تشرف عليها الإمارات في الساحة اليمنية بشكل خاص . .
خامسا: التغريدة طالما تزامنت مع الانتصارات التي يحققها المجاهدون من الجيش واللجان الشعبية على قوى العدوان ودواعشهم من تنظيم القاعدة وغيرها وبالذات في محافظتي مارب والبيضاء فإن ذلك دليل قاطع على شراكة كوكتيل الرباعية وتحالفها مع تنظيم القاعدة في العدوان على اليمن وبهذه الحالة تصب تغريدة السفير لخدمة قوى التدعيش المتوحشة خصوصا عندما تكون صادرة من ممّثل إحدى الهيئات الدبلوماسية لدول الغرب على اعتبار أن الداعشية التكفيرية هي الوجه الآخر للصهيونية .
سادسا: برز إنزعاج هذا السفير من خلال التغريدة التي أوضح فيها أن استمرار تحرير البيضاء ومارب من قبل القوى المناهضة للعدوان يعد هجوما غير إنساني والغرض من ذلك هو التعتيم على بروز الشراكة القائمة بين الناتو ودول التحالف في دعم ورعاية عناصر الإرهاب في اليمن من ضمنها المتواجدة في مارب والبيضاء ويصبح ما ورد في التغريدة التي أطلقها تحمل مشاريع مفخخة يمارس من خلالها التضليل والتعتيم على جرائم تحالف العدوان وأجنداتهم الداعشية في البيضاء ومارب وتعز وشراكة لوبيات بلده في نهب الثروات والآثار والسحل والتنكيل لأبناء اليمن بطرق وحشية .
سابعا: التغريدة تستهدف كل شيء جميل في الجانب الإنساني . . مع أنها تكشف درجة الفوبيا لدى السفير المغرد لأنه يدرك بقرارات ذاته ان ما بعد تحرير مارب والبيضاء يترتب عليها تبخر المشاريع غير المباشرة والمشتركة لتل أبيب ولندن في اليمن منها الجارية في الساحل الغربي أو الجنوب و يشارك السفير في هندستها مع مارتن غريفيث . وجزء من أهدافها توفير الغطاء والتبرير لاستمرارية لعبة المبعوث في بناء إحاطته القادمة على ضوء معطيات مزورة و يتسنى له إغفال دور تنظيم القاعدة في العديد من المحافظات المحتلة منها البيضاء ومارب وتعز والجنوب ويتيح له تقديم إحاطة التفافية وخداعية مطعَّمة بشاهد للزور وتحويرها لصالح تحالف العدوان مع أن هذا السفير على يقين ان انتصار القوى المناهضة للعدوان سيكون لطمة قوية لمطامع الغرب وانكساراً لهيمنة الإمبريالية بشقيها الغربي والعربي المساندة لإسرائيل وانتصاراً لمحور المقاومة .
ثامنا: حين عرَّج السفير من خلال هذه التغريدة إلى المبعوث غريفيث فإن ذلك يكشف الدور المشترك بينهما بهندسة الطبخة ولنأخذ على سبيل المثال الدور المشترك لهما مع الإمارات + الأجندات التي تسبح لأبو ظبي في العديد من البلدان تحت اسم السلام المتوّجة بتطبيع حكام الإمارات مع إسرائيل وأن الاتفاقية الصهيو إماراتية للتطبيع تحمل اسم السلام تمت بمباركة لندن وتحت هذا الاسم ( السلام ) تمارس الإمارات دور الاغتصاب في ليبيا ونفس الدور في اليمن تحت اسم السلام . مع أنني على قناعة تامة أن مشاريع السلام تأتي معلّبة جاهزة من مطبخ الناتو .
تاسعا : تزامنت تغريدة السفير مع وصول الوزير الأمريكي للعديد من الدول المطبّعِة في المنطقة ليساند ويثبت مشاريع التطبيع التي بدأت الإمارات تتصدره .
هنا تتجلى اللعبة بين المبعوث والسفير وتصب في مجملها و بشكل ناعم نحو تحقيق المطامع الصهيونية في المنطقة بما فيه اليمن عبر غريفيث تحت اسم (السلام) كما هو حادث في الساحل الغربي .
اذاً عن أي سلام يتحدث السفير وغريفيث ؟ . مع قناعتي الذاتية ان كل مشاريع السلام السابقة واللاحقة في المنطقة من الماضي للحاضر المنفذة وقيد التنفيذ هي مشاريع تصب لخدمة الدور والمطامع التوسعية لإسرائيل في المربع الشرق أوسطي وتعتبر خيانة للضمير العربي والإسرائيلي واغتصابا لصالح إسرائيل وتحمل نفس الاسم والطابع و تهدف إلى قتل ثقافة المقاومة المضادة للمطامع التوسعية الصهيونية في مربع الشرق الأوسط. منها على سبيل المثال:
-اتفاقية كامب ديفيد: تعد خيانة ولازالت دول المنطقة تدفع فاتورتها حتى اليوم .
-اتفاقية دارفور في السودان خلال مرحلة الداعشي البشير: ترتب عليها تشطير السودان لدولتين فكانت خيانة للسودان واليوم بدأت عجلة التكرار لهذا المشروع وبنفس الاسم راهنا مع انتقالي السودان ومؤشرات التطبيع أصبحت ملموسة .
-اتفاقية السلام بإثيوبيا بعد رحيل مانجستو: ترتب عليه تشطيرها لدولتين الأمر الذي أوصل إسرائيل راهنا لمشروع سد النهضة بعد ان كان بالنسبة لها حلماً خلال فترة السبعينيات حتى أواخر الثمانينيات .
-اتفاقية سلام الشجعان لياسر عرفات: هي في حقيقة الأمر خيانة وتثبيت لعملية الاغتصاب لصالح الكيان الإسرائيلي وقد تحدث عنها الشهيد القائد حسين الحوثي وصوب هذا الخطر .
اليوم نفس المشروع يحمل نفس الاسم ( السلام ). وبنفس البروفة مع إدخال تحسين في الديكور ليتكرر المشهد بأفغانستان تحت هذا الاسم ( السلام ) _وكذا اليمن توجت باتفاق ستوكهولم للسلام وعبر المطابخ المشتركة لدول الرباعية بالتعاون والتنسيق مع أكابر سماسرة الأمم المتحدة . .
على هذا الأساس ووفقا لهذه المعطيات تتضح الصورة على ضوء الثوابت القرآنية على قاعدة لقوم: يعقلون، يتأملون، يفكرون، يبصرون .
فلنقل تبا لهذا السفير وهذيانه ولا تراجع عن تحرير اليمن من الاحتلال السعوإماراتي والانجلوإمريكي ومن كافة المشاريع التدعيشية المتوحشة .
من هذا المنطلق: ولأنني يساري كم أحب صرخة الجهاد، لأنها تحمل قضية أمة برمتها وتفكيري أممي، اجد فكري اليساري نضاليا وثوريا ضد الإمبريالية والاستكبار الغربي وشعوري بمصداقية المسيرة القرآنية نحو الأمة ولأن من أسسها كان ثائراً أسس مشروعاً ثوريا لإنقاذ أمة ومن يقودها راهنا شخص زاهد ولا يبحث عن مطامع وطالما الصرخة هي تحمل طابعاً ثورياً للتحرير والتحرر سوف أطلقها وأقول.
“الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”
* نائب وزير الاعلام