في ميدان كربلاء

 

الحوراء أحمد

لو رجعنا إلى گُتب التاريخ جميعُها، ماتناولته عن حادثة كربلاء لوجدناها مليئة بالأحداث التي حصلت في تلك الأيام وفي ذاك الميدان

ميدانٌ يختلف عن كل الميادين التي حصلت مع أبا الحُسينُ، الإمام علي عليه السلام (صفين،والجمل،والنهروان)

كل تلك الميادين حصلت فيها معارك ماعدا الجمل، معارك تخرج بانتصار وظهور للحق وهوان الباطل، يتلاشى فيها الخونة والمنافقين، ويبقي الأطهارُ المنزهين.

لكن ميدان كربلاء وما أدرانا عنه من ميدان؟!!

ميدان وجد فيه نخبة رسول الله وصفوته ، فيه الأطهار المنزهون،فيه من طُهِروا من رجس الشيطان،

في هذا الميدانُ الكربلائي وقف رسول الله فيه وتراجع ثم وقف وتراجع فسُئل عن تراجعه فقال:سيُقتل هنا أحد أولادي إنها أرضُ كربٍ وبلاء، وأخذ حُفنةً من التراب وأعطها لأم سلمة وقال لها:عندما تتغير لون هذه التربة حمراء فعلمي أن الحسين قتل…

في ميدان كربلاء وجدت جبل الصبر، ومنبع الإيمان، و بحر العلم، حكيمة المنطق والعمل، زينب الكبرى؛مرشدة، فعالة، قوية ثابتة، تدعو الجميع إلى الصبر والدعاء إلى الله أن يتقبل منهم،

في ميدان كربلاء، وجد الأصحاب الذين يتقابلون في الجنان على الأرائك متكئون، فسطروا أعظم الملاحم، والشجاعة، في الجهاد،

في ميدان كربلاء، وجدت سكينة، ورقيه، وخولة، وزوجة الحسين، رأينا شجاعة سكينة وتقديم الحق بقوة فتواجد المناصرون لهم،

ودمعت عُيوننا لرقية حين أُصيبت عيناها بضربةِ سيف ، فتُشفى عيناها لتنظر لرأس أبيها مقطوعاّ فلم يحتمل قلبها الصغير مشاهدة رأس أبيها الذي يدللها ويحن لها مفصولاً من غير جسدٍ فتغمض عيناها وترتفع رُوحها إلى الجنان.

في ميدان كربلاء……

يتبع……

 

You might also like