كربلاءُ تعود وزينب نراها اليوم حاضرة .
إب نيوز ٢٩ أغسطس .
منار الشامي
توالتِ الأعوام والحسين برغم الجرحُِ حاضر، ويزيدُ برغم القهر موجود ، وبطلةُ كربلاء ما بين الأمس واليوم أردت بكلماتها الطغاة فاستصغرت شأنهم، وأحبطت أمرهم، في القوة أضعفتهم، وفي الصبر قهراً قتلتهم، زينبُ الأمس هي اليوم للآلآف قدوة وأسوة، أعتبرنها في الرد موقف وفي كلمةِ الحق جهاد وفي صلابة الحديث مثال .
تلك زينبَ تقولُ بوجهِ ابن زياد “ما رأيتُ إلا جميلا” وزينبُ اليوم تقوله “كلوووه” بل وتردد “وسألحق أخوته إلى الجبهات” بوجه أحفادِ يزيد الألعن، ليست زينبُ اليوم تختلف عن الأمس ، وكلما زاد الظلم عبر الزمن قويت زينب اليمن عبر الاستلهام من المدرسة الأصيلة وامتدادها التاريخي منذُ صار الحسين مدرسة التضحية ومسلم مدرسة التولي الصادق والعباس مدرسة الإيثار وزينب مدرسة الصبر والإيمان .
ما اختلفت زينبنا عن تلك الدرة في ذلك العصر ، اليوم زينبنا ترى زوجها شهيداً وأخاها أسيراً وابنها جريحاً، وتمتماتها ما بين الثانيةِ والأخرى “إن كان هذا يرضيكَ فخذ حتى ترضى” .
وعندما كشفت زينب وجه يزيد اللعين بكلماتها التي ظل يصيحُ فيها “أسكتوها”، ألقت زينبُ العصر كلماتها بمثلِ بنتِ بنتِ رسولِ الله ، بكلِ شجاعة وقوة وثبات رغم الألتواءات التي عانتها مع كل عقبةِ اختبار ، وبرغم المعاناة والدموع التي تغسلُ وجنتيها ، والتنهيدات التي ترافقُ شهيقها وزفيرها ، برغم الانهيار تضحي من أجلِ الانتصار .
زينب الحوراء بالأمس هي الباذلةُ والمعطية والمقدمة والجاهدة، واليوم لا اختلاف للدرجة التي يخيل لي أن المشهد يعود والزمن يرجع ، المظلومية تحكي نفسها دون الحاجة للبوح ، وانتصار الدم على السيف هنا ، وكربلاء تعود وزينب نراها اليوم حاضرة.