كربلاء الطف ومشروع الحُسين
إب نيوز ٢٩ أغسطس
عبير النمري
إن القلوب لـمكلومةٍ ، وإن العيون لـدامعة ، وكيف لا وكربلاء تعود م̷ـــِْن جديد تزامناً مع ذكرى عاشوراء ، إنهاالذكرى التي أدمت القلوب ، وبكت لها الأرض والسماء دماء ، هو ذلك المُصاب الجلل ، وتلك الفاجعة الأليمة ، وكيف لٱ وفيها سقط ابن بنت رسول الله وريحانته وسيد شباب أهل الجنة شهيداً منحورا بسيف الإسلام ، وعلى أيدي م̷ـــِْن يسمون أنفسهم مسلمين.
إنه الصراع الممتد بين الحق والباطل ،بين الخير والشر ،بين المظلومين والظالمين ، ولابد م̷ـــِْن أن ينتصر الحق ، ويزهق الباطل ، ولابد من أن يسود الخير ، ويزول الشر ، ولابد أن يفوز المظلوم ويخسر الظالم ، ومن هُنا خرج الحُسين عليه السلام ثائراً ضد الضالمين ، والجائرين ، ليعلي راية الحق ويبيد المنكر والفساد .
لم يخرج الحُسين أشراً ولا بطرا ، ولا ظالماً ، ولامفسدا ، إنما خرج لإصلاح أمة جده رسول الله صلوات الله عليه وآله ،
خرج ليقيم الحق ، خرج ليجسد قيم الإسلام ومبادئه الأصيله التي غابت عن الكثير ، ولكنهُ وضع بين خيارين إما السلة وإما الذلة ، فكان خياره أن قال ( هيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسولهُ والمؤمنون ، وحجوراً طابت ، وأرحاماً طهرت ونفوسٌ أبية ، وأنوف حمية م̷ـــِْن أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام) .
الحسين مدرسة ، ومن مدرسة الحُسين تخرج ومازال يتخرج الأحرار والثوار ، والحسين منهج وقدوةً وأسوة على مر العصور ، فمن مدرسة الحُسين نتعلم الصبر والثبات ، نتعلم الجهاد في أرقى صورهِ العظيمة ، ومن مدرسة الحُسين نتعلم معنى التضحية والفداء ، نتعلم الثبات على الحق ، والصمود في مواجهة الباطل ، م̷ـــِْن مدرسة الحُسين نتعلم أن الدماء تنتصر على السيوف .
حادثة كربلاء ماكانت إلا نتيجةً لذلك الإنحراف والتفريط الذي حصل بعد وفاة الرسول صلوات الله عليه وآله بعد أن فرطت الأمة في ولاية الإمام علي عليه السلام وكانت النتيجة أن ترى أهل بيت رسول الله صلوات الله عليه وآله نفس الرسول وأبناء الرسول وأعلام الهدى وسفن النجاة يتساقطون واحداً تلو الآخر شهداء وماأعظم خسارة الأمة عندما فقدة أشخاص كهؤلاء م̷ـــِْن هذه الشخصيات العظيمة .
كربلاء لم تغب عنا يوماً فشعبنا اليمني العظيم يعيش اليوم كربلاء م̷ـــِْن جديد ، يُعاني محنة كربلاء كل يوم ، وأنصار الحسين اليوم يثورون ضد أنصار اليزيد ، وكماانتصرت كربلاء الطف وفاز شهداء كربلاء ، ستنتصر كربلاء اليمن وسيتحقق وعد الله بالغلبة لعباده المؤمنون .