الإمام الحسين (ع) وحقيقة ماجرى ..
إب نيوز ٢٩ أغسطس
بقلم : زينب العياني.
لا أعلم من أين أبدأ وماذا أقول، نزيف قلبي يُغرق الكلمات ودموعي تسبق المداد، عندما أستذكر فاجعة كربلاء وأهرع للكتابة علّي أعبر عن شيئًا يسيرًا مما عاشه الإمام الحسين (ع)وأهل بيته المطهرين صلواتُ الله وسلامه عليهم أجمعين، ومدى عظمتهم وصبرهم على تلك الأهوال والمصائب التي حلّت بهم…
دعونا نعدد معًا بعض من فضائل الإمام الحسين – عليه السلام – جده الرسول (ص وآله)الخاتم خير رسل الله وخلقه، والدته فاطمة سيدة نساء العالمين، والده سيد النقبا علي المجتبى الذي باهى الله به ملائكته، وهو خامس أهل الكساء
قال الرسول (ص وآله) في الحسن وأخيه الحسين (إن كل بنو بنتٍ ينتسبون إلى أبيهم إلا بنو فاطمة ينتسبون إلي ) أو كما قال،
إن خفي عن بني أميّة عظمة الحسين (ع) فكيف خفي عنهم أنه ابن بنت نبيهم!
الحق أن بنو أمية أكثر معرفة من هو أبا عبدالله (ع) ومنهم أهل بيته المطهرين من الرجس، ولأنهـم يعلمون ما يعني ذلك، فمثله لايقبل بظلمهم وانتهاكاتم وتغطرسهم، يأمر بالمعروف وينهى عن الفحشاء والمنكر ، فكيف لايقتلوه وهم أهلٌ للفحشاء والمنكر!!
دوافع خروجه عليه السلام من مكة ،
لما مات معاوية عام 60/هـ/ كان قد كتب البيعة ليزيد لعنه الله، وعندما أخذ الخلافة يزيد المعروف بسكره ومجونه، وتسمى ذلك الدعي ابن الدعي بإمير المؤمنين ، فأرسل إلى ولاة أبيه بأن يبايعوه ويطلبوا البيعة له، حيث كان سفيان بن عتبة أحد الذين أُرسل إليه بأن يطلب له البيعة من أهل الحجاز وحث عليه أن يطلبها من الحسين (ع) وعبدالله بن الزبير، ثم أرسل سفيان بن عتبة الوليد إلى الحسين (ع) أوصل الوليد كتاب يزيد إلى يد الحسين (ع) قرأ المكتوب عليه السلام ، فقال ننظر فانظرني ثم قال له انصرف حتى تأتينا مع الناس،
في هذه الليلة انصرف الإمام الحسين – عليه السلام – فتوضأ وصلى واستخار الله في أمره، ثم زار قبر جده الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله،
بعدها خرج أبا عبدالله (ع) مع ولده وأخوته وبني أخيه الإمام الحسن (ع) وبني عمه نحو مكة وقضوا هناك أربعة أشهر وقيل خمسة،
بعد ذلك الوقت الذي قضاه بمكة كانت المكاتيب تهل عليه من العراق يدعونه إلى المجيئ إليهم وإنقاذهم من الطاغية يزيد وهم سيبايعوه وينصروه؛
ورد عليه نحو ثمان مائة ألف كتاب من أهل العراقيين ببيعة أربعة وعشرين ألف له
عندما كثرت المكاتيب إلى الإمام الحسين (ع) من الكوفة، فعزم عليه السلام على الخروج إليهم بعد أن ارسل مسلم ابن عقيل يأخذ منهم البيعة ويهيئ له الأمر ولاكنهم أولئك أهل الكوفة أهل الشقاق والنفاق أشباه الرجال ولا رجال لما دقت ساعة الصفر تخلوا عن بيعتهم واختاروا الدنيا الفانية طمعًا في ما أغراهم به الدعي ابن الدعي عبيد الله ابن زياد من المال وفتن الدنيا ورهبة من سيفه ووعيده فتحولوا إلى ذئابًا وغدروا بسيط رسول الله صلوات الله عليه وآله، ضلوا طريق الحق ،فجرفوا إلى مستنقع الخزي والباطل في الدنيا وقعر جهنم في الأخرى بلا ريب..
عندما برز الإمام الحسين – عليه السلام – إلى المعركة وليس معه إلا مايقارب سبعين رجلًا،
فخطب بالناس وكان من خطبته – عليه السلام – ((أيها الناس اسمعوا قولي ولاتعجلوا حتى أعظكم بما يحق لكم علي، آمنتم بالرسول محمد صلى الله عليه وآله ثم زحفتهم إلى ذريته وعترته تريدون قتلهم أيها الناس انسبوني من أنا ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها وانظروا هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي ألست ابن بنت نبيكم أولم يبلغكم ماقال رسول الله صلى الله عليه وآله، لي ولأخي هذان سيدا شباب أهل الجنة فإن كنتم من شكٍ من هذا أفتشكون أني ابن بنت نبيكم فوالله ليس بين المشرق والمغرب ابن بنت نبيٍ غيري فيكم ولافي غيركم، ويحكم أتطلبوني بقتيلٍ منكم قتلته أومالٍ لكم استهلكته أو بقصاص جراحة ،فقال له اللعين ابن الاشعث أولا تنزل على حكم بني عمك فتحقن بذلك دمك ودم أهلك وأنصارك؟ فأجاب الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه، لا ياابن الاشعث لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنين، أما والله ما تلبثون بعدها إلا كريثما يُركب الفرس حتى تدور بكم دور الرحى عهدًا عهده إلي أبي عن جدي رسول الله (ص وآله) اللهم احبس عنهم قطر السماء وبركات الأرض وسلط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأسًا مرة…
ضج جسد الإمام الحسين (ع) بالسهام ثم اُستشهد ظامأً على يدي أشقى الأشقياء..
كل الذين شاركوا بقتل أبا عبدالله صلوات الله عليه ، منهم من مات بأبشع صورة ومنهم من قُتل، وويلهم ويلهم من عذابِ الله، في تعديهم على أطهر حُرماته وأزكاها وأكرمها.
حينما حلّت الفاجعة الكبرى بالإمام الحسين – عليه السلام – بعد قتلهم لجميع أقاربه وأنصاره ،علمت العقيلة زينب (ع) بالمصاب الذي أحل بأخيها خرجت تمشي إلى ساحة المعركة تبعث عن أخيها الحسين عليه السلام بين القتلى غير عابئة بجيش يزيد اللعين المدجدج بالسلاح،
فإذا بجسد الحسين الطاهر جُثةً بلا رأس، فرفعته إليها وهي جاثية فقالت بصوتٍ مكلوم (( اللهم تقبل منا هذا القربان)) فنصعق الجيش الأموي من كلامها وردة فعلها كانوا ينتظرون من السيدة زينب(ع) أنها ستضعف وتنهار برؤية أخيها جثة ملأتها السهام وقُطع منها رأس الحسين الطاهر..
ولكنها كانت صابرة شامخة وأصبحت نموذجًا للشجاعة وقوة الإيمان، فقد لايكون هناك قلبٌ اكتوى كقلبها ولكن عندما يكون الإيمان بالله والثقة به متجذرة في القلب، هنا يتجسد الصبر والقوة..
بعد تلك الحادثة الأليمة بالحسين (ع) وأقربائه وأنصاره وسبي نساء أهل بيته، لم ينطفئ ذكر العترة الطاهرة ولم ينقطع نسلهم، بل أصبحوا بفضل الله ومنّه أقوى وانتشر صيتهم وعلم كثير حقيقة حديث الرسول صلوات الله عليه وآله فيهم (( أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق وهوى))
أرادوا أن يُطفئوا نور الله بسيوفهم فأبى إلاّ أن يتم نوره..
وختامًا صلى الله وسلم على أهل الكساء وعلى العترة الطاهرة من يومنا هذا إلى يوم يُبعثون.
والحمدلله رب العالمين..
لم استطع حصر القصة في هذا المقال فأعطيتكم نبذة مختصرة جدًا..