كيف يتكسب التحالف من صراعات اليمنيين؟.. “تقرير”
على إيقاع التحركات الاسرائيلية -الاماراتية في سقطرى، والسعودية في المهرة، رفع التحالف درجة التوتر بين الفصائل اليمنية شرقي البلاد، وبموازاة التحركات السعودية يشعل فتيل صراع جديد في الساحل الغربي، فما هي أهداف التحالف من كل هذا بعد 6 سنوات حرب؟
في سقطرى حيث تتلاطم أمواج بحر العرب بخليج عدن والمحيط الهندي، بدأت المصالح الإماراتية –الاسرائيلية تختلط عند اهم جزيرة يمنية، حيث تؤكد تقارير آخرها لـمنتدي يهود فرنسا عن ترتيبات بين الدولتين اللتين أعلنتا رسميا تطبيع العلاقات، لإقامة مواقع استخباراتية في الجزيرة التي تعد نقطة مراقبة متقدمة لخطوط الملاحية في اهم ممرات العالم البحرية.
سهلت الإمارات، وفق اعتراف حكومة هادي التي أجرت اصلا الجزيرة لصالح ابوظبي لقرن مقبل، دخول الخبراء الأجانب عبر 4 رحلات هذا الأسبوع، وهم من مختلف الجنسيات وهدفهم انشاء قاعدة عسكرية على أرض الجزيرة السياحية.
فعليا اصبحت الجزيرة تحت قبضة الامارات بشرعنة سياسية من هادي وعسكرية من الانتقالي مع أن هذان المكونان يعدان أبرز الخصوم على السلطة في جنوب اليمن، لكن مثلما وجدت الإمارات في صراعاتهما نقطة التقاء لتنفيذ اجندتها كررت السعودية السيناريو ذاتها بجمعهما على طاولة تمكينها في المهرة بتوجيه من علي محسن وبتنفيذ النخبة المهربة أبرز فصائل الانتقالي.
جميع المؤشرات شرق اليمن تؤكد أن الحليفتين في طريقهما لتنفيذ أجندتهما بالاستحواذ على أهم مناطق اليمن والمنطقة استراتيجيا ، لكن وحتى لا يحس المواطن اليمني شمالا وجنوبا بما فيهم الموالين لهما بخطورة ما يحاك مستقبلا هناك، يدفع التحالف درجة التوتر بين وكلائه “الانتقالي وهادي” مع إدخال أطراف أخرى كالائتلاف الوطني وغيرهم، والهدف هو إبقاء التحركات في المهرة وسقطرى بعيدة عن الأضواء مع انشغال الجميع بالتصعيد الحاصل في حضرموت وشبوة حيث يخوض الإصلاح والانتقالي معاركهم للاستحواذ على مقدرات البلاد من النفط والغاز والتي تذهب أصلا إلى حسابات في البنك الأهلي السعودي، وكذا على سلطة هادي التي يديرها اصلا السفير السعودي.
بعيدا عن الشرق اليمني، لا يبدو الغرب وتحديدا الساحل أحسن حالا، فالسعودية التي تتحدث أنباء عن بدئها تشييد قاعدة عسكرية في ميناء ميدي بعد أن استغنت عن فصائل هادي هناك، تحاول تطبيق السيناريو ذاته الذي خدمها في الشرق، فهي تدفع الان نحو التصعيد بين أطراف عدة أولها في الطرف الجنوبي من الساحل الغربي حيث وسعت حدة التوتر بين الإصلاح والانتقالي إلى جانب طارق صالح بموازاة دفع الأخير لتصعيد ضد صنعاء في الحديدة سياسيا وعسكريا.
لا هم للتحالف من يحكم أو من صاحب النفوذ بقدر ما همه تنفيذ اجندته ذات الابعاد الجيوسياسية طويلة المدى، فالتقارير الأخيرة تشير إلى أن السعودية تدفع المبعوث الأممي لعقد صفقة مع صنعاء تحفظ ماء وجهها في اليمن مقابل إنهاء “الشرعية” وهي صفقة قد لا تتناسب مع طموح صنعاء التي أعلن أكثر من مسؤول بأنها لن تهنأ بدون خروج آخر جندي للتحالف من الأراضي اليمنية والحفاظ على وحدة وسيادة البلاد.
الخبر اليمني: