البكاء السرمدي .
إب نيوز ٣١ أغسطس
د.تقية فضائل
عندما يبكي شيعة آل البيت وأنصارهم والأحرار في أرجاء العالم أبا عبدالله الحسين بن علي هو في الحقيقة بكاء على أمة تاهت خطوتاها وارتضت الخنوع للطغاة والظلمة بعد أن أعزها الله بالإسلام ، أمة تخاذلت عن نصرة من جاءها هادياً ومبشراً ونذيرا ماضياً على خطى جده صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ، أمة قتلت ابن نبيها ووقفت في صف الباطل صف الأدعياء والمنافقين أمة فرطت وتقاعست وهي تسمع إنذار ابن رسولها ونصحه وتذكيره وأصمت أذانها عن دعوته للوقوف إلى جانبه لردع الطواغيت الفسقة من بني أمية وأشياعهم .
نبكي على فقدان عظماء الأمة وهداتها واستقواء الطغاة ليثبتوا أقدامهم ويحكموا سيطرتهم فيعيثون في الأرض الفساد. نبكي أمة تتكرر الأحداث عبر العصور وﻻ تأخذ العظة والعبرةويهيمن الأشرار والظلمة ويستعبدون الناس وينهبون أموالهم ويسلمون أمرها لأعدائها ويقف الأبطال والأحرار من أهل الوعي والإيمان الصادق مدافعين باذلين أرواحهم ودماءهم من أجل الحق وفي سبيل الحق ولكنها تتركهم يواجهون مصيرا مظلما وﻻ تهب إلى جانبهم ليسود العدل والحق ، فتكون عقوبة تفريطهم أن يتسلط عليهم أعتى العتاة في العالم وتستمر الحكاية جيل بعد جيل. . نبكي البشرية التي لم يصلها هدى الله كما أمرنا أن نبلغه إياه ترى ماذا عسانا نقول عندما نسأل عن تفريطنا فيما كلفنا به عندما نقف بين يد الله ؟؟!!
نبكي أمة يذلها من ضربت عليهم الذلة والمسكنة وغضب الله عليهم ليذيقوها كل صنوف المهانة وينكلون بها.
نبكي مكارم الأخلاق والقيم الإسلامية التي تراجعت أمام قيم الجاهلية التي كرسها بنو أمية حتى أوصلتنا إلى الجاهلية الثانية التي لم تبق ولم تذر شأنا من شؤون حياتنا إﻻ أتت عليه فأحالته إلى فساد وإعراض عن هدى الله.
سنبكي مادمنا جعلنا هدى الله وكتابه خلف أظهرنا ولم نتول من أمرنا أن نتولاه من آل بيت النبوة من اصطفاهم الله هداة لهذه الأمة يصلحون شأنها ويسعون لرفعها .