إلى عزيزي العزيز -مُجاهدي-12.
إب نيوز ٦ سبتمبر
رويدا البعداني
هاقد عدتُ للكتابة إليك ولستُ أعلم هل جُل ماأكتبه يحظى بوصالك وإطلاعك أم أنني عبثًا لأكتب؟ عمومًا بتُ سعيدة لأني لازلت أكتب إليك؛ كون الكتابة هي متنفسنا الوحيد ، هي موطننا الذي نرمي عليه أتراحنا وشجوننا دون أن ندفع الثمن. لعلك سعيد هذه اللحظة حد نسياني ولكن ليكن بعلمك أنني مافتئت انتظر عودتك في القريب، وقد عدتُ حاملاً معك رآية النصر المؤزر.
عزيزي الأغَرُّ :-
شهر أيلول يحمل في جعبته الكثير من الأحداث، سأحاول أن أحكي لكَ بعضٌ منها.
قبل أيام رُزق جارنا العزيز أبو غالب بمولود جديد أسماه كِنان لو ترى كيف يشع النور من أسارير وجهه حينها ارتدت قريتنا حلة بهية، وكذلك أبنائها كتعبيراً عن فرحتهم الشديدة بهذه البُشرَى.
وأزيدك في الكلام أنه في الأسبوع المنصرم زُف شهيد من نفس المنطقة، كانت مراسم تشيعه أشبه بزفاف، كذلك مأتم العزاء كان متوشحاً بالعزة والإباء، لايكاد يخلو من ذِكر مآثره الخالدة وبطولاته الجمة. وكيف كان مُجاهداً مستبسلاً، وكيف أن له روح تأنف الظلم وتأباه في صغائر الأمور.
لتوها عرفتُ ماكنت ترنو إليه من حين عزمت امتطاء صهوة الجهاد، علمتُ سر اختيارك لهذا الطريق، ليس من أجل الناس كلا؛ بل لأن مذاق الشهادة وتلمظها لأمر جُلل، بل هي حياة وارتقاء والوصول إلى العلياء.
تبقى شيء أيها العزيز أبواب المدارس شارعت بالترحيب أن هلموا قادمين، ماهي إلا أيام وسوف أعود لأكمل مشواري كأنتَ.
أنتَ في الجبهات تُقاتل، وأنا في ساحات العلم أقارع الجهل وأُعلم أجيال لاتفقه في ثقافتنا القرانية إلا القليل، فالمناهج للأسف غيبت الكثير والكثير من العلوم الدينية الصحيحة لذا عزمتُ أن أُعلم ماأعلمُه وبإذن الله لن أحيد عما التزمت به. وختاما سلامٌ عليك مدداً بلا عددا …