استراتيجية التطبيع تحت غطاء ديني .

إب نيوز ٧ سبتمبر

بلقيس السلطان

الصهيونية حركة متجذرة عبر منذ القدم مع اختلاف مسمياتها ، فاليهود أعداء للبشرية منذ الأزل ،كيف لا وهم قتلة الأنبياء والرسل وهم من كايدوا رسول الله_ صلى الله عليه وآله وسلم _ وحاربوه وآذوه ، واستمر خبثهم ومكرهم حتى يومنا هذا ، فقد امتدت الغدة السرطانية الصهيونية في شتى أنحاء الأرض ، تسرق خيرات الشعوب ، وتقتل وتدمر الإنسانية لكي يسيطروا الأرض كما هي أهدافهم ومخططاتهم ، ولعل المسلمين لهم النصيب الأوفر من هذه الأهداف والخطط ، فقاموا بزرع الوهابية في أكثر مكان يقدسه المسلمين وتهوي أفئدتهم إليه_ وهو مكة المكرمة والمدينة المنورة _ وبدأوا بنخر الدين الإسلامي بأحاديث وفتاوى زائفة لا تمت للإسلام بصلة ، فجعلوا لرسول الله صلوات الله عليه وآله جاراً يهودياً وصاغوا أحاديث زايفة بخصوص ذلك وكيف أن الرسول جاور اليهودي وتعامل معه خير معاملة أي بالمعنى الحديث (طبع معه ) فمتى جاور الرسول صلوات الله عليه وآله اليهودي وهو تقاسم الأرض التي اشتراها وبنى بيته والمسجد معا ..؟ فهل كان اليهودي بجوار المسجد ..؟ والمعروف عن اليهود أنهم كانوا لا يتنازلون حتى بمجاورة القبائل العربية ويبنون الحصون على بيوتهم لادعائهم بأنهم شعب الله المختار .

ثم يأتون برواية أخرى وهي أن اليهودي اشترى درع رسول الله صلوات الله عليه وآله يوم أحد وهو في الحقيقة كان لأحد الصحابة ولم يكن لرسول الله .، فالمعروف عن اليهود في عهد رسول الله المكر والخداع والدسائس وإثارة الفتن ، ومحاولة قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإنما وضعت كل تلك الأحاديث والروايات من أجل شرعنة التطبيع مع اليهود وأقلمة المسلمين على تقبل الوجود اليهودي داخل الأراضي العربية ، وهذا ماحدث بالفعل ، فبعد أعوام قلائل من الإحتلال الصهيوني للإراضي العربية الفلسطينية يذهب بعض العرب مهرولون إلى الصهاينة ويقيمون معهم علاقات سياسية مدفوعة الأجر ، ويفتحون السفارات الإسرائيلية داخل بلدانهم ويرفرف العلم الإسرائيلي في سماءها ..!

وبعد التطبيع المعلن لمصر و الأردن مع الكيان الصهيوني ، ظلت الغدة السرطانية تمد خلاياها كي تصل إلى الأماكن الأكثر ثروة وهي دول الخليج فبدأت العلاقات الغير معلنة مع قطر والكويت وغيرها ، إلا أن الأطماع الصهيونية كانت أكبر من أن تظل في الخفاء ، فجاء الدور على الإمارات لتعلن التطبيع جهرا بعد أن كان سرا لأعوام عديدة ، وتبقى الدور على مملكة الرمال الهالكة ، لكنها وقفت خجلة أن تبدي سوءتها وهي من تحتضن الأماكن المقدسة ، فطفقت تخصف عليها بعض الأحاديث والروايات الدينية الكاذبة بلسان علماء البلاط وشيوخه ، وتعلنها في أقدس بيت وضع للناس ، فهاهو السديس يخرج أمام الناس في خطبة الجمعة مشرعناً التطبيع تحت مسميات دينية زائفة بعد أن شرعن المراقص والمشروبات الحلال ..!

لقد استطاع الصهاينة بمكرهم وخبثهم التجذر في الأراضي العربية وتدجين الحكام العرب من أجل قبول أهدافهم ومخططاتهم ومساعدتهم في ذلك ، فمهدوا لهم الوصول إلى السلطة وإلى كرسي الحكم مقابل وصولهم إلى الثروات العربية واستباحة الدماء البريئة التي أبت الخنوع والخضوع لها ، وشهرت أعتى الإسلحة في وجههم وبمساعدة عربية .

لقد أعلنت الإمارات ومصر وغيرها التطبيع المعلن مع إسرائيل والبعض يطبع معهم تحت الطاولة إلا أن ذلك التطبيع لا يمثل الشعوب العربية الحرة وإن اسكتت أصواتها ، إلا أن صوتها الرافض للتطبيع سيزأر مسمعا العالم الرفض المطلق لأي شكل من أشكال التطبيع تحت أي عنوان أو مسمى ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.

 

You might also like