إسرائيل في اليمن أولى ثمار التطبيع الإماراتي.. البدء بإنشاء قواعد استخباراتية مشتركة في سقطرى
إب نيوز ٧ سبتمبر /متابعات.. |
بدأت الإمارات فعلياً -بعد احتلالها جزيرة سقطرى اليمنية- تنفيذ أولى خطوات تحقيق الهدف الحقيقي من احتلالها الجزيرة وهو التمهيد لتسليمها لإسرائيل، تجسد ذلك بالشروع في إنشاء قواعد ومواقع عسكرية واستخباراتية مشتركة مع إسرائيل.
مصادر محلية أكّـدت في وقت سابق رسو سفينة شحن عملاقة إلى ميناء سقطرى، مُشيرةً إلى أن السفينةَ تحملُ تجهيزاتٍ عسكريةً ضخمةً جلبتها الإماراتُ لبناء مواقع استخباراتية مشتركة مع إسرائيل والولايات المتحدة، كأولى ثمار التطبيع الشامل الذي أعلنته أبو ظبي مع الكيان المحتلّ الشهر الماضي.
ورغم أن حكومة هادي فرطت في السيادة اليمنية على جزيرة سقطرى واعترفت بأنها أصبحت إماراتية ولا تعلم ما يدور بداخلها، إلا أن هناك مؤشراتٍ تلوحُ في الأُفُقِ بأن ثورة شعبيّة قادمة ضد احتلال الجزيرة، حسب مصادر محلية أفادت بمقتل ضابطين إماراتيين وجدت جثتاهما في إحدى ضواحي حديبو، وذكرت المصادر أن ظروف مقتل الضابطين الإماراتيين لا تزال غامضة، لكن الحادثة أتت في ظل بوادر مقاومة وغضب شعبي رافض للاحتلال الإماراتي للجزيرة والتمهيد لتسليمها لإسرائيل، حتى أن التشكيلات الموالية للإمارات قد انقسمت بعد إعلان أبو ظبي التطبيع رسميًّا مع كيان الاحتلال.
يأتي ذلك في سياق اتّفاقات أقر بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، حيث اعترف في مقابلة تلفزيونية بتوقيع اتّفاق مع الرئيس الأمريكي ترامب بمنح إسرائيل السيطرة على اليمن، وكما يبدو من مجريات الأحداث أن الإمارات كانت الأداة المكلفة بتنفيذ هذا الوعد الأمريكي لحليفتهم المدللة إسرائيل.
ويشير مراقبون إلى أن الأطماع في احتلال اليمن بدءاً بموانئه ومواقعه وجزره الاستراتيجية لا تقتصر على إسرائيل فقط؛ حيث أن الولايات المتحدة وبريطانيا لها الأطماع والتوجّـهات نفسها، منوّهين بوصول سفن أمريكية عسكرية إلى ميناء عدن في أوقات سابقة، كما وصلت قوات بريطانية إلى حضرموت وشبوة للأهداف والمطامع نفسها، مؤكّـدين أن التحالف لم يأتِ إلى اليمن ويتدخل عسكريًّا منذ أكثر من خمس سنوات إلا بإيعاز وتخطيط وتوجيه من تلك الدول، ليكون أداتها تنفيذ تلك الأهداف.
وحسب المراقبين فقد عمد التحالف إلى إدخَال المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية التي يسيطر عليها في دوامات من العنف والفوضى الأمنية والصراعات البينية، ليسهل عليه تنفيذ الأجندات الأمريكية الإسرائيلية الموكلة إليه؛ باعتبَار دول التحالف حليفة استراتيجية لتلك الأنظمة العالمية الاستعمارية، ولا تزال تلك المحافظات غارقة في فوضى الاغتيالات والمواجهات والانهيارات الاقتصادية والخدمية، إضافة إلى إحياء النزعات المناطقية والعنصرية بين مختلف الفصائل الموالية للتحالف بشقيه السعودي والإماراتي والذي ينتج عنه عمليات تصفية دموية بين قيادات ومنتسبي تلك الفصائل والتشكيلات.
حكومة هادي التي يطلق عليها الشرعية كانت السبب الأول والرئيس في عمليات الاستباحة للأراضي والأجواء اليمنية، فكل ذلك يتم تحت شعار إعادة الشرعية، ورغم أن شيئاً لم يحدث مما أعلنه التحالف من أهداف تدخله في اليمن وعلى رأسها دعم وإعادة الشرعية إلا أنها لم تعد بل ما زالت تقيم في عواصم دول التحالف لتشرف على استباحة السيادة والتفريط فيها حتى يكتمل المخطّط الذي جاء التحالف؛ مِن أجلِه.
YNP – إبراهيم القانص