قصة 100 عام من «العداء» السعودي لليمن تتضمن جريمة الحجاج اليمنيون وهم .

علي الهديس

 

إب نيوز ٩ سبتمبر

بقلم د ./ علي حزام علي الهديس

في طريقهم إلى مكة المُكرمة حيث أداء الفريضة الأعظم في الإسلام خرجت القافلة اليمنية من عسير جنوب غرب السعودية حاليًا- تحمل زُهاء ثلاثة آلاف حاج يمني خاضوا غِمار بيداءٍ قاحلةٍ وسيعة الأرجاء لا يُميزها إلا صُفرة في النهار وكآبة في الليل. يحكي الأرشيف الوطني اليمني تفاصيل تلك الواقعة التي حدثت في عام 1923 الذي تأسست فيه المزعومة بالمملكة السعودية: «حين دخل الحجاج بثيابهم البيضاء الحدود السعودية التقوا بسرية جنودٍ بقيادة الأمير خالد بن محمد -ابن أخ الملك عبد العزي فساروا بهم إلى وادي تنومة فأثخنوا فيهم القتال حتى أبادوهم

فالقصةٌ لم تبدأ أواخر عام 2014 فحسب حين استنجد الرئيس اليمني المشبوه عبد ربه منصور هادي بالسعودية عقب تحرير انصار الله الاحرار العاصمة صنعاء من الوصايه الرجعيه الراس مالية فأعلنت السعودية استجابتها لإنقاذ اليمنيين حسب زعمها فبدأت بالاعتداء واعلان الحرب وبكل وحشيه دون تفريق بين صغير وكبير وحجر وشجر على الارض اليمنيه كاملة قد قُتل فيها نحو ربع مليون شخص وخسرت البلاد مكاسب 35 عامًا من التنمية وحوصر 80% من السكان بين الجوع والمرض في أكبر أزمة إنسانية في العالم فيما لم تضع الحربُ أوزارها إلى اليوم بل هيى

1- لماذا تخوفت المملكة السعودية الوليدة من اليمن الممُزق؟

حين تأسس الباطل المزعوم بالمملكة العربية السعودية في عشرينيات القرن الماضي دخلت في صراع حدودي مع اليمن رغم أن مساحتها تفوق مليونا كيلومتر مربع لكنّ الصراع اليُمني اتخذ بُعدًا أكبر من بين كل الدول المجاورة بسبب تاريخة وقومية شعبه اللذين لا يتفق مع اجندة الراس ماليه الطامعة فلم تكن الأطماع الاقتصادية وحدها هي المحرك الذي دفع المملكة للخصومة فمن هذا المنطلق نحن نقل اول جرائم الهالكة السعوديه عندما تحالفة مع البريطانيين المسنودين ماسونياً ضد الوجود العثماني بالمنطقه اي الجزيرة العربيه فكانة بريطانيا داعمً اساسيا لها كون الاولى متنفذة لنفس الاجندة لكن اليمن كان خارج تلك نضيف الى ذالك أن اليمن كان منقسم آنذاك رغم وقوعه تحت سطوة الاحتلال الإنجليزي يُمثل دومًا مصدر تهديد فهو أنهك أقوى سُلطان عثماني سليم الأول ثم اصطدم بعدها بالعقيدة الوهابية التي تأسست عليها المملكة والتي تهدف إلى إقامة دولة سُنية في شبه الجزيرة العربية وعلى هذا الأساس يتسع الشرخ العقائدي بين ابناء الأمه الواحدة فقُتل الحجاج اليمنيون في مجزرة تنومة لأنهم كانوا على المذهب الشيعي الزيدي

بدأت التدخلات السعودية في اليمن بدءًا بالصراع الذي نشب عام 1926 بين مملكة الأدارسة السُنية -جنوب غرب السعودية حاليًا وبين المملكة المتوكلية الشيعية الجنوب الغربي لشمال اليمن وكانة بريطانيه هيا صانعة هذه الحرب ووجد آل سعود الفرصة سانحة لضم أملاك الأدارسة الجغرافية جازان وعسير ونجران» تحت حمايتها والتي تمثل مساحتها نحو 460 ألف كم مربع أي ما يساوي 45 دولة بحجم لبنان وهو ما خدم السياسة التوسعية التي انتهجتها ضد دول الجوار عذرا فحينما نتكلم على السعوديه في الواقع هو كيان صهيوني نافذ لاجندة غيره ليس الا كما فعمدت إلى تغيير التركيبة الديموغرافية للسكان عبر زيادة أعداد السُنة ليكونوا حائط الصد أمام المدّ الشيعي حسب زعمها في الجنوب وهو ما كان كافيًا لإعلان المملكة المتوكلية الحرب على السعودية عام 1934.
كانت المملكة المتوكلية امتدادًا للحكم الشيعي الذي حكم اليمن قرابة 900 عام وبعد انسحاب الدولة العثمانية من اليمن عام 1918 أراد الإمام يحيى توسيع نفوذه فلم يعترف بالمعاهدة الإنجليزية التي قضت بتقسيم اليمن إلى دولتين شمالاً وجنوبًا وهو ما اصطدم بالطموح التوسعي للسعودية التي اقتطعت مدن الحدّ الجنوبي وهو ما كان كافيًا لإعلان المملكة المتوكلية الحرب على السعودية عام 1934، قبل أن ترضخ بالتوقيع على «اتفاقية الطائف» التي جعلت مناطق الحد الجنوبي أراضي سعودية للأبد

وتذكر المصادر التاريخية أنّ السعودية في تلك الحرب جهزت جيشين بهدف ابتلاع اليمن وإسقاط المملكة المتوكلية الشيعية ضمن خُططها السياسية في شبه الجزيرة العربية فالملك السعودي أرسل جيشين على رأس كل منهما أمير من العائلة المالكة حيث توجه الأول إلى منطقة النزاع الحدودي بينما وصل الآخر إلى ساحل البحر الأحمر حتى دخل مدينة الحديدة وتخت غطاء البحرية البريطانيه والفرنسيه بعدها بعامٍ قام أربعة يمنيين بالانتقام من الملك السعودي ومحاولة اغتياله أثناء طوافه بالكعبة لكن ابنه الأمير سعود تلقى الطعنات بدلًا عنه وفشلت العملية بقتل المُنفذين ثم تكررت العمليات الانتقامية ضد السعودية التي لم تتخلَّ عن تدخلاتها السياسية في اليمن

٢- وقوف السعودية ضد وحدة اليمن؟

كان النظام السعودي يُناصب الرئيس المصري جمال عبد الناصر العداء بسبب سياسات القومية التي انتهجها الأخير والتي أفضت إلى الوحدة العربية بين مصر وسوريا عام 1956 وهو الذي تزامن معه تغيير في السياسات بين السعودية وعدوتها المملكة المتوكلية والرياض أرادت إبقاء اليمن على العهد الملكي دون أية تغييرات سياسية قد تؤثر على الملكية السعودية ونظام الحُكم لذا فالملك السعودي دافع عن عدوه حين آل الحكم إلى أشخاص غير مرغوب فيهم في انقلاب عام 1948
الأمر نفسه تكرر عام 1962 عقب انقلاب بعض الضباط في اليمن وبين ليلة وضحاها أضحى الإمام بدر رحمة الله آخر ملوك المملكة المتوكلية يحصل على دعم مالي وعسكري غير مشروط ضد الجمهوريين في تعز جنوب اليمن المدعومين من الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي سبق وأن أسقطت أفكاره الملكية في العراق ومصر وبعدما انتصر الجمهوريون هرب الإمام إلى السعودية في ضيافة الملك السعودي الذي ناصب سُنّة الجنوب العداء بعدما أعلنوا الجمهورية عام 1962.

تدخلت امريكا بدفع السعودية لإسقاط الجمهورية السُنية الناشئة وإحياء الحكم الشيعي الزيدي حسب زعمها انذاااك وبالرغم فالخطه فشلت

فبعد ما توصل الملك فيصل إلى قناعة بعدم جدوى دعم الأئمة اللذين فروا الى اليها واستحالة إعادتهم للسلطة فاتبع خيارًا بديلًا وذكيًا وهو اختراق الجمهوريين بالتركيز على القوى التي لا تؤمن بالجمهورية باعتبارها قيمة وتكتفي بالمشاركة بالحكم وتلك المتضررة من تدخل المصريين وطريقة إدارتهم للملف اليمني وقد كانت ضربة موجعة للسلطة الجديدة ولمصر معًا وبطريقة أخرى أصبح اليمن ملفًا سعوديا حصريًّا من تاريخه

يقول المؤرخ المصري رفعت السعيد عن العداء السعودي للوحدة اليمنية «حاولت السعودية جاهدةً إجهاض أية محاولة لتحقيق الوحدة اليمنية وفي أكثر من مرة أُحبطت الوحدة بوسائل سعودية متعددة منها اغتيال ثلاثة رؤساء يمنيين اثنين في الشمال (الحمدي 1977م والغشمي 1978م) وإعدام واحد في الجنوب (سالم ربية 1978م)

بعدما اعترفت السعودية بالجمهورية عام 1970 تدخلت في اختيار رؤساء اليمن الشمالي حتى وصل الرئيس علي عبدالله صالح الذي دعمته عسكريًا وماليًا في بسط نفوذه على الجنوب نهاية بإعلان الوحدة اليمنية عام 1990، ورغم أنّ صالح كان يدين بالمذهب الشيعي الزيدي إلا أنه لم تكن تتوفر فيه صفات الإمامة بقدر ما تتوفر فيه سفات الخيانة والازدواحيه في المبادئ لأنه لم يكن هاشميًا لكنه كان من وجهة نظر سعودية رجلها الجديد في اليمن لذا تأسست بعدها بعامين جماعة «الشباب المؤمن» والتي تحولت إلى حركة «أنصار الله» المجيدة اهدفها استرداد السيادة والكرامه والارض المسلوبه والتخلص من الوصايه السعوديه المتصهينة والذي كادة ان تفتك بكل ما هو جميل في الارض اليمنيه وعلى مداى خمسون عام دعم الشرعيه المزعوم بينما السرعيه الممثلة بهدي قابعة بين تربعه حيطان فندقيه ويبحثون عليها في جزيرة سقطر ظنا بان ابتلعها احد اسماك القرش الآتيه من المحيط الهندي

You might also like