ماذا بعد استمرار التطبيع يا محور المقاومة؟!
إب نيوز ١٤ سبتمبر
عيسى محمد المساوى
النظام البحريني الذي لم يطبّع علاقاته مع مواطنيه، أعلن الالتحاق بركب المطبّعين الخليجيين مع الكيان الإسرائيلي استجابةً لإملاءات المشغل الأمريكي الذي قرر أن يفتدي ترامب ونتنياهو بنوق الخليج، مفضلاً تأجيل موعد تطبيع الناقة الكبرى على ما يبدو إلى آخر أيام الدعاية الانتخابية الأمريكية بهدف توفير فرصة أكبر لإعادة انتخاب الرئيس ترامب الذي سيباشر ولايته الثانية بقرارات ضد طهران قد يكون من بينها الحرب، فما يحدث اليوم ليس أكثر من إزاحة الستار عن الهوية الحقيقية للكيانات الخليجية المصطنعة المعروفة بتحالفاتها القديمة مع العدو الإسرائيلي.
إننا أمام مرحلة مكاشفة غير مسبوقة في تاريخ المنطقة لا يتحرج النظام الخليجي خلالها أن يعبر صراحة عن عدم اكتراثه لانتمائه العربي والإسلامي، وأنه مستعد للذهاب أبعد من ذلك لقتال أبناء جلدته جنباً إلى جنب مع العدو الإسرائيلي دفاعاً عن هويته الجديدة وقراراته التي سيصفها بالسيادية دون أن يعيش معنى السيادة ولو ليوم واحد.
هذه المرحلة الخطيرة تعبر بوضوح عن تشكل ملامح مرحلة صراع بالغ التعقيد، يمتلك فيه العدو الأمريكي والإسرائيلي جغرافيا واسعة للتحرك والمناورة، وموارد خليجية هائلة تكفي لتمويل حرب عالمية ثالثة دون أن يدفع ترامب ونتنياهو دولاراً واحداً.
وبينما يشهد معسكر إسرائيل تمدداً واتساعاً في الجغرافيا والامكانات، نجد في المقابل أن معسكر فلسطين المتجسد في محور المقاومة تحديداً، يشهد حالة من الثبات، إذ لا جديد سواءً على مستوى العضوية، أو على مستوى وقف التساقط الخليجي المتسارع، باستثناء بيانات الإدانة والرفض لتساقط المنظومة الخليجية في مستنقع التطبيع، كانت صنعاء السبّاقة في إعلان موقفها المبدئي المتقدم في قوة المضمون وفي الرسائل التهديدية، التي أرجح أن كيان العدو الإسرائيلي يقرؤها بتأمل ويضعها بحذافيرها في حسبانه.
ما عدا بيانات الإدانة والرفض لا جديد في موقف محور المقاومة الذي من المؤكد أنه بحاجة ماسة إلى مستوى أكبر من التنسيق والتشاور للوصول إلى وحدة الموقف والقرار في مواجهة معسكر إسرائيل الآخذ بالتوسع على امتداد الجغرافيا العربية، لأن البقاء في الوضع الذي هو عليه لا يبشر بكسب أي نقاط على معسكر إسرائيل، وهنا تحتشد العديد من الأسئلة على طاولة محور المقاومة من قبيل: ماذا لدى محور المقاومة لمواجهة هذا الزحف الخطير لمعسكر إسرائيل؟ هل هناك توجه لمغادرة مرحلة الإدانة والرفض والتشافي من وباء الجامعة العربية؟ وإلى أي مدى يستشعر محور المقاومة خطر زحف إسرائيل باتجاه إعادة التموضع داخل العمق الحيوي للأمن القومي الإيراني رأس الحربة في محور المقاومة؟ ألم يحن الوقت للاستجابة لنصائح سيد الجزيرة العربية السيد عبدالملك الحوثي وهو يرسم ملامح الإستراتيجية العملية لمواجهة قوى الاستكبار العالمي عندما قال ” يراد لأمتنا أن تخوض كل معاركها لوحدها، بينما لأمريكا أن تتحرك بالجميع… نعلنها بكل وضوح، لا نقبل بمعادلة تجزئة المعركة، وكنا منذ انطلاق مسيرتنا القرآنية نؤكد على ضرورة توحد أبناء الأمة كالبنيان المرصوص في دفع الشر الأمريكي والإسرائيلي”، فمتى سيعلن محور المقاومة ولادة المعادلة الجديدة؟
أتصور أن موقف جمعية الوفاق البحريني من تطبيع النظام البحريني يمثل موقفاً شجاعاً هو الأول من نوعه، ومن الممكن جداً أن يُترجم إلى غضب شعبي يزلزل عرش آل خليفة إذا ما وجد الدعم والإسناد، أي أن هناك فرصة ذهبية أمام محور المقاومة يمكن استثمارها لفرض معادلة جديدة تضع الأنظمة المطبعة في مواجهة عصيبة مع شعوبها، فهذا النظام البحريني الهش الذي لم يتصالح مع مواطنيه منذ الانتفاضة الشعبية سنة 2011م، ثم نراه يقفز على كل استحقاقات الأمة البحرينية من أجل التطبيع مع العدو الإسرائيلي، عليه أن يدفع الثمن باهظاً، وشعب البحرين الثائر أقدر على فرض مثل هذه المعادلة، أما إذا ظل الوضع على ما هو عليه، وعجز محور المقاومة عن استثمار هذه الفرصة الذهبية للانتصار لمظلومية الشعب البحريني من نظام صهيوني آيل للسقوط أصلاً، فسنقول لنظام آل خليفة ولمن سيلحقه:
فابشر بطول سلامة يا مربعُ