من أحبَّ الإمام زيداً عاش كريماً
إب نيوز ١٤ سبتمبر
أم الحسن أبوطالب.
وتعود علينا من جديد ذكرى استشهاد الإمام زيدٍ بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعاً تعود كمحطة يجب علينا جميعا التوقف عندها وقفة المتأملين المستلهمين لمافيها من الدروس والعبر التي نحن في أمس الحاجة إليها في وقتنا الحالي.
لا يخفى علينا جميعا الحال الذي وصلت إليه أمتنا الإسلامية التي أصبح الإسلام فيها جسدا من غير روح، وعنوانا من دون مضمون وما ترتب على ذلك من تنازلات وتبعات أدت جميعها للأنحطاط المخزي الذي أصبحت عليه اليوم، وخضوعها لأعدائها وارتهانها لهم.
أمة قال تعالى عنها في محكم آياته “كنتم خير أمة أخرجت للناس….” وأكمل الآية بالشرط الواجب تحققه لتصير أمتنا الإسلامية خير الأمم فقال تعالى “تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر….” فربط خير أمتنا بالتزامنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كطريق يأخذنا الى درب النجاة ليس لفرد ولا لجماعة بعينها وإنما لأمة بأكملها.
من هنا كان لنا وقفة مع ذكرى استشهاد الإمام زيد سلام الله عليه الذي أعطى للعالمين دروساً في الإصلاح والثورة ضد الظالمين ورفض الظلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن كان ثمن ذلك هو بذل أغلى مايملك الأنسان وهي روحه التي بين جنبيه والسبب هو طلب الإصلاح في أمة الإسلام الأمة التي لولا ثورة الأمام الحسين سلام الله عليه وثورة سبطه زيد لما عرفنا كيف نثور حفاظاً عليها من ظلم الظالمين العابثين فيها وكيف نخرج عليهم مهما بلغ تسلطهم وقوتهم ومهما كان الواقع غير مهيئا أبدا لذلك، وأن لاعذر لنا ان تخاذلنا ولم نتحرك لمقارعتهم مهما كان ثمن تضحياتنا، فرسالة الاسلام هي أغلى ما نسعى للحفاظ عليه كنهجٍ إلهيٍ للبشرية كلها يحقق فيه البشر الغاية من خلقهم وسر وجودهم في هذه الحياة من خلال عبادة الله كما أمر وأنزل.
ومن واقع قول الإمام زيد سلام الله عليه حين قال “من أحب الحياة عاش ذليلا” نستلهم عبارة اخترتها عنوان لمقالتي “من أحبَّ زيدا عاش كريماً” فمن أحب الإمام حب المتبعين للنهج السائرين عليه لن يكون إلا كريماً لا يرضى بالذل ولا يقبل الهوان ولا الإرتهان لحزب الباطل وسيكون ثورة أمام كل طاغوت متجبر،ٍ ولا يخشى في سبيل الله واعلاء كلمته لومة لائم، ويكون كريماً عزيزاً بالعزة التي كتبها الله لعبادة المؤمنين.
وفي سيرة الإمام زيد الكثير من الدروس العظيمة التي جعلت من هذا الإمام منبراً للثائرين المدافعين عن دينهم وكرامتهم المضحين بأرواحهم الرافضين للمذلة والخنوع للأعداء مهما بلغ حجم تضحياتهم،فإن عاشوا على درب الثورة عاشوا كرماء،وإن لقوا حتفهم طلباً للاصلاح ماتوا شهداء.
.