اﻷمام زيد بوصلة الثائرين
إب نيوز ١٤ سبتمبر
#أفنان محمد السلطان
______________
أسهمت الكثير من العوامل في تحريف الفكر والثقافة القرآنية مُنذ البواكير اﻷولى لمابعد رحيل رسول الله صلوات الله عليه وآله ، فكانوا أعلام الهدى من آل البيت عبر اﻷحقاب الزمنية المتوالية تقوم بالمسؤولية الدينية للأمة ونهوضها الحضاري ، فأفشلوا كل مخططات المشركين والذين يسلكون درب الباطل واحدًا تلو أخر .
ٍ
وفي عصر ٍ زاد فيه الظلم والضيم وكان الحق لايعمل به ولايأمر بمعروف أو يتناهى عن منكر حتى وصل الباطل ذروتَه القصوى آنذاك كان من يحكم فيه هو هشام بن عبدالملك من كان يحكم بالموت على من يقول له :
اتقِ الله ياهشام
حيث كان في عهده يُسب آل البيت اﻷطهار من على كل منبر وعلى كل مئذنةً
وذلك إذا دل على شيء فإنما يدل على جهل الكثير في عهده منهم آل البيت وجهلهم بسيرتهم العطرة الحافلة بالإيمان والجهاد.
كان في ذلك العصر نجم من آل البيت سطع بالحق بالرغم من قلة سالكيه وهو اﻷمام زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام من أتصف بالزهد والمبادئ السامية حيت لايعرف أن يكذب كذبة مُنذ عرف يمينه عن شماله، فلاغريب عنه ذلك وهو من تخرج من مدرسة اﻷمام علي بن الحسين زين العابدين وسيد الساجدين .
كان اﻷمام زيد يرقب حال اﻷمة آنذاك فأنطلق حاملاً شعار
*((والله مايدعني كتاب الله أن أسكت ))*
إنطلق لإقامة الحق وردع الباطل وإيقاف جور الظالمين ،دون أن يخشى في الله لومة لائم .
وكالعادة يتخلف الكثير عن مناصرته كمن سبقوه من أئمة آل البيت عليهم السلام ، ويبقى معه القلة المؤمنة ، حينها يرتقي اﻷمام زيد شهيداً ًوليس هذا فحسب بل تم صلب جسده الطاهر في منطقة تسمى”كُناسةُ”وتأتي حينها كرامات إلهية لتُعرف
من جهلوا من يكون زيد وتذوقهم مرارة تخاذلهم عن إمام الجهاد وتلبسهم ثوب العار أمد الدهر.
حيث كان الله يرسل عنكبوت لتحيك أنسجتها حول جسده حتى تستر ذلك الجسد الطاهر وعلى الرغم من المحاولات العديدة للحراس الذين عينهم هشام بن عبدالملك لحراسة الجسد كي لايتم أخذه ودفنه في أتلاف تلك الخيوط إلا أن العنكبوت تعيد حياكتها من جديد دون كلل اوملل ، وكانت تفوح من ذلك المكان رائحة المسك على الرغم من أنه أقذر اﻷماكن في تلك المنطقة ، فالناس كان يشدهم تلك الرائحة ويذهبون ليروا من أين منبع ذلك المسك فيجدوا جسد اﻷمام زيد المصلوب والمقتول ظلماً خاف هشام بن عبدالملك على نفسه وعلى أن الناس تعرف من يكون هذا الشخص العظيم الذي جعل الله له هذه الكرامات فحرق جسده الطاهر وذر رماده في نهر الفرات حتى لايكون له مزار ظناً، منه بأنه أخمد تلك الثورة الزيدية الخالدة وماعلم بأن الثورات لاتندثر أو تحرق بل تخلد لا سيما أن كانت ثورة منبعها منبع إيماني .
وعلى الرغم من كل محاولات الظالمين عبر العصور إخماد الحق وهيمنة الباطل إلا أن الله سيتم نوره ولو كره الكافرون فهذه سنة ثابتة ، فالمدرسة الزيدية قد أستطاعت أن تنهض بواجبها في الدفاع عن دين الله وتصحيح مسار اﻷمة في الخروج عن الظالم وأرسى قواعد الجهاد من خلال التصدي لكل اﻷفكار المسمومة التي تحرف بوصلة اﻷمة إلى مستنقع التيه والضلال .
فاليوم نرى الف زيداً في جبهاتنا ياسيدي أنتهجوا نهجك وساروا على خطاك أبوا الضيم فأنطلقوا على مبدأك الراسخ *”من أحب الحياة عاش ذليلا “*
فهم ياسيدي تخرجوا من مدرسة آل البيت الممتدة إلى يومنا هذا المتمثلة في علم الهدى السيد عبدالملك الحوثي الذي رسخ في نفوسهم أن كتاب الله لا يدع المؤمن يرتضي بالخنوع والذل وأن العزة والكرامة هي مايستوجب أن يحظى به كل مؤمن وأن القوم الذين كرهوا حر السيوف حتماً سيذلوا .
فالثورة الزيدية متجذرة أصولها ولن يستطع أحد أن يستأصلها دام ونجوم أهل اﻷرض يقودون هذه اﻷمة ، ويحددوا لنا المسار الإيماني المستوجب علينا أن نسلكه ، ويهدونا إلى مصدر الهدى الحق الذي يجب أن نتزود منه لكي تزكو به أنفسنا وتطهر به أرواحنا وتسمو به قلوبنا لنرتقي إلى أن نكون خير أمة أخرجت للناس، فاﻷمام زيد قدوة يحتذى به في الجهاد والدين فهو منظومة متكاملة من الإيمان فهو عليه السلام بوصلة لثائرين ،وقبلة للمؤمنين .