المرأة اليمنية خلال 2000 يوم من العدوان
إب نيوز ١٨ سبتمبر
بلقيس علي السلطان
لم تغب المرأة اليمنية من أجندات وخطط العدوان خلال ال2000 يوم التي مضت ، فمنذ الضربة الأولى على (بني حوات ) كان من ضمن الضحايا العديد من النساء ، كما أنها لم تستثنَ من مجالس العزاء كمجلس عزاء أرحب ، ومن مناسبات الأعراس كعرس سنبان ، و استهدفت المرأة في بيتها وفي أثناء سفرها ولم يسلم حتى جنينها الذي تمزق في احشائها ولم يرَ نور الحياة الذي أطفأه طغاة العصر .
لطالما تغنت المنظمات والدول المتقدمة التي تشارك في العدوان على بلادنا كأمريكا وبريطانيا بحقوق الإنسان وحقوق المرأة فأين حقوق المرأة اليمنية من اجنداتهم ؟
أين حقها في العيش الكريم ؟ وحقها في الأمن والسلام ؟
أين حقها في الغذاء والدواء ؟
أين حقها في الحياة ؟
لقد سجلت المنظمات الإنسانية أرقاماً ليست بالقليلة عن عدد ضحايا العدوان من النساء خلال 2000 يوم من العدوان الخبيث ، فقد بلغ عدد من جرح منهن 2780 امرأة ، واستشهاد 2381 امرأة ، أي أن عدد الضحايا من النساء فاق عدد أيام العدوان ..!
كما ان المرأة لم تستثنَ من الأسر كذلك فالبرغم من المناشدات والوساطات لإطلاق سراح سميرة مارش إلا أن مرتزقة العدوان رفضوا إطلاق سراحها متناسين حتى القيم والمبادئ الإسلامية السامية ، ومتناسين حتى الأعراف القبلية ، فكيف لهم ذلك وهم قد استباحوا حتى أعراض النساء ، حيث سجلت العديد من حالات الاغتصاب في أماكن متعددة يسيطر عليها مرتزقة العدوان ..!
كما أن المرأة قد نالها مانال الشعب اليمني من تجويع وحصار ومنع للأدوية والغذاء حتى أن منهن من ماتت جوعاً ومنهن من ماتت نتيجة لإنعدام الدواء كمرضى الفشل الكلوي والأورام السرطانية وغيرها من الأمراض الأخرى بما فيها الأوبئة التي تم نشرها عنوة في اليمن ونالت المرأة نصيبها منها .
وفي المقابل خلال ال2000 يوم من العدوان سجلت المرأة مواقف بطولية من الصمود والثبات ، ووضعت بصماتها في سجل التاريخ الذي يسجل خطوات النصر اليماني خطوة بخطوة ، فهي من بذلت مالها وولدها وزوجها وأخيها في سبيل الله وسبيل الوطن ، في سبيل الحرية والاستقلال ، فاستقبلت جثمان شهيدها رافعة رأسها بكل شموخ وإباء ، وواصلت درب البناء للوطن ، فمنهن تعمل في الحقول والمزارع تبذر البذور خلف المحراث ، وتحصد الزرع تحت لهيب الشمس ، وتجني الثمار تحت زخات المطر ، لتشارك في طريق الاكتفاء الزراعي ، ومنهن من يقف خلف مكائن المصانع و تشارك في الصناعات المحلية الصغيرة لتحاول الوصول مع أخيها الرجل للوصول إلى الاكتفاء الصناعي ، ومنهن الإعلامية التي سخرت قلمها وصوتها لإيصال ونقل الحقيقة وفضح جرائم العدوان ، ومنهن المعلمة التي تبني أجيال المستقبل وتصقلهم بالوعي والثقافة الناصعة والخالية من شوائب المعتدين ، والطبيبة المتفانية التي تعمل ليل نهار من أجل سد الفجوات التي يحدثها العدوان في أجساد الناس ، والكثير من الأياد النسائية البناءة في مختلف الأصعدة والميادين ، بالرغم من قطع المعتدين للرواتب ، إلا أن ذلك لم يكن عائقاً أمام المجاهدات منهن ، اللواتي جعلن من رضا الله ومصلحة الوطن اولويات لا يمكن التخلي عنها .
لقد كانت المرأة اليمنية هدفاً أساسياً من أهداف العدوان التي أراد تدميرها ، ولم تكن حياتها فقط في مرمى أهدافهم ، بل أنهم جعلوا من مبادئها وأخلاقها وهويتها الإيمانية هدفاً هاماً سعوا لتحقيقه بشتى الطرق وبمختلف الوسائل ، إلا أنهم قوبلوا بسور منيع استعصى عليهم نقبه ، لأنه صقل بالإيمان والحكمة اليمانية ومازاده العدوان إلا تماسكا وتعاضدا ، وبالرغم من الجراح والألام التي سببها العدوان للمرأة وللشعب اليمني ككل إلا أن ذلك لم يثنيها عن مواصلة العزم و الصمود والمشاركة في وضع لبنات النصر المبين ، والعاقبة للمتقين .
.