جهادي مِنَ جهاد والدي، وجراحي مِنْ جراحه.

إب نيوز ١٩ سبتمبر

تهاني الشريف.

مرةً أخرى وأخرى وهاهي قدمي قد عاودت المسير نحو مستشفى الساحل الغربي(مركز الصماد) ، ولكن عاودت قدمي إلى هُناك ليس لغاية المعاينة أو معرفة موقع قطع السند، وإنما عُدتُ لأرى وأتفقد مجاهدًا جريح من أنصار الله، وأنصار الإيمان، جريح الجهاد والقرآن، هو جريحي وجريح دم قلبي، وجهادي وجهادهُ كان واحد، وجراحي كانت من جراحه هو[والدي] ، رأيتهُ ورأيت جراحهُ النازفة بالشرف والكرامة، وأشلاءهُ السابقة بالعزة والحرية، ورأيت بجانبهِ الكثير من أبطال وجرحى الوغى وبسرعةٍ جاء في بالي عنوان مقالي السابق وهو:{الجَريِح نشيدّ قُرآنيِ تشدو بِه الأوطان} ؛ نعم لقد مر في بالي ولكن لم يمر مرار الكرام، فقد ترجمةُ السيال العصبي مستشعرًا به جسدي عن مدى ألآمهم ومعاناتهم عند جراحهم، وتحملهم لكُلِّ تلك الإصابات العميقة، فمنهم من فقد حاسةً من الحواس للحفاظ على أبناء شعبة المظلوم؛ البعض منهم مصابًا في محافظة وعائلتةُ في محافظة أخرى لم يحصل على اهتمام منهم فهو بعيدًا عنهم، ولم يحصل على زيارةً منهم، لقد رأيتُ ذلك فيهم وقد ترجمتهُ قراءة عيني لأعينهم المليئة بالإيمان والأمان، وبحبِّ الأوطان، فكيف؟! لا تشدو بكم الأوطان وأنتم من حملتوها بثقل ألآمكم وخفها، اعلموا يا جرحانا فأنَّ لم تحملكم أوطانكم سوف تحملكم عناوين أشلائكم المدفونة تحت تراب أوطانكم، وستحملكم دمائكم المضرجة على الجدران والطرقات وستشهد على رجولتكم إلى يوم القيامة.

قال تعالى: {{الَّذينَ آمَنُوِا وَهَاجَرُِوا وَجَاهَدُوا فيِ سَبيِّلِ الله بِأموَالهم وَأنفُسهم أعظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللهِ—وَأُولئِكَ هَُمُ الفَائِزُونَ}}..
مِنَ بداية العدوان على يمنّا العزيز المظلوم فقد أنطلق وعمل والدي في سبيل الله وكان يقول لنا هو شرف عظيم..
كان يقول لنا ولازال أنَّ الجهاد في سبيل الله شرف عظيم.. العمل الجهادي نعمة كبيرة أنعم الله بها علينا لنكون من جنوده أو من أنصارِه..
قال تعالى: {{يَا أيُّهَا الَّذينَ آمَنُوِا كُونُوا أنصَار اللهِ}} ، ونعمة أنَّ تحظى بالقرب من الله سبحانهُ وتعالى..
وفي حوارٍ كان لي مع والدي قبل خروجه من المنزل وإصابتهُ بالجروحِ..
توجهتُ قائلة له: يا والدي الجهاد شرعهُ الله، ولنا فيه حياة وعزة وكرامة، وبالجهاد يتم غرس المبادئ والقيم، وتصحيح المسار الذي ارتضاه الله لنا.
قال: نعم، إن الجهاد مفهومهُ عظيم جدًا جدًا وواسع، فكُلّ ما يبذل فيه جهد يعتبر جهاد..
قلتُ له: وهل أنا الآن أعتبر عند الله مجاهدة، فأنا لا أبذل جهد في جهاد القلم كما أنتم تبذلون أعظم جهد بالسلاح؟!
قال لي: الجهاد يا ابنتي ليس بالسلاح فقط، وإنما هو بالكلمة والعمل الجاد، وبذل المال والنفس، حتى وأنَّ رأيتِ بإنكِ لاتبذلي جهد، فكُلّ عطاء في سبيل الله وبنية الجهاد فهو جهاد، وأعظم جهاد هو جهاد العدل، ولغة الإيثار لنصرة دين الله.
وواصل حديثهُ قائلًا: يا ابنتي في هذه المرحلة هي أهم مرحلة لمعرفة الصادق من الكاذب؛ لأن البعض يتخلى أو يتخاذل عن الجهاد، ويتراجع وينحرف ويسير في طريق الشيطان، يبيع كُلّ شيء من أجل المال الذي تراجع أو أرتد عنه أو يتراجع عندما يصاب بالخوف بإنه سوف يفارق حياة الدنيا القصيرة، فيكون في حالة خزي وذل وإهانة؛ لأنه لم يفكر بأن حياة الآخرة هي الحياة الأطول والأعظم عند الله من حياة الدنيا.

ياجرحانا وأسرانا وشُهدائنا عهدًا علينا انَّنا سنُقابل الوفاء بالوفاء والعهد بالعهد، وسننقل روح الجهاد إلى كُلّ الآفاق، نافثين فيهم روح الصمود واليقين بالنصر المبين؛ وسنشق الطريق في زمان الطغيان والجبروت وسنكون أقوياء بقوة الحق الذي اعتنقتوه وحملتوه أمانة على أكتافكم، وندبات جروحكم وأرواحكم التي انطلقت سبّاقة مشتاقة لما وعد الله به من نصر وعزة وتمكين، ووعد بالجنة والفلاح.

سلامٌ سلام على جروح جرحانا النازفة للشرف، وعلى صمودِ أسرانا العازفة للعزة، وعلى أرواح شُهدائنا الزاحفة للحرية.

.
#الحملة_الدولية_لفك_حصار_مطار_صنعاء.

You might also like