رسالة إلى الذين ما زالوا…
إب نيوز 2 يوليو
منى الجديري
قال تعالى: “مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا” وقال أيضا: “انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ” وقال: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ”
إن الجهاد فرض عين على كل مسلم، إنه فرض على الغني والفقير، على القوي والضعيف، على الجاهل والعالم، على الحاكم والمحكوم.
فالله سبحانه وتعالى قد أمركم بالجهاد كما أمركم بالصيام فقد قال تعالى(( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) وقال أيضا (( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) فكيف تعلمون بهذا وتتركون هذا والله جل وعلا لا يختار للإنسان إلا الخير في الدنيا والآخرة.
رسالتي إليكم يا أهل العزة والكرامة والإباء، إليكم أيها الأحرار أن تشدوا من عزائمكم أكثر، وسطروا أروع الملاحم، حي على الجهاد ضد الظلم والاستبداد، ضد الاحتلال والاستعمار، ضد الحقد والإبادة الجماعية، هيا إلى الجهاد ضد الدمار والحصار، ضد التخويف والترهيب، ضد القتل والتشريد.
هيا لإعلاء دين الله ونشر لواء الإسلام وحماية القرآن. كونوا صفوة الخلق وسادتهم، تاجروا تجارة رابحة تخسر أمامها كل التجارات،تاجروا تجارة تنجيكم من عذاب أليم بيعوا لله أنفسكم.
لا تكونوا كالخارجين عن طاعة الله وتجعلون الاهل والولد والمال احب إليكم من الله وتكونوا من الفاسقين فقد حذر الله سبحانه وتعالى وتوعد القاعدين منكم المتخلفين عن الجهاد فقد قال تعالى(( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ))
كونوا طامعين في الآخرة، قانعين من الدنيا لا تجعلوا حب الدنيا يلهيكم بالتنكيل بأعداء الله فتتساووا مع الكفار في حب الدنيا.
شمروا على سواعدكم صاعدين للعزة والكرامة رافضين للذل والهوان، ارفعوا بنادقكم لإزاحة طغاة الكفر وجبابرته أمريكا وأدواتها.
لا تفرطوا في الدفاع عن دين الله، لاتقعدوا عن الجهاد في سبيل الله، فانتم لن تضروا الله شياء أن قعدتم أو تخاذلتم ففي خطبة للإمام علي كرم الله وجهه حيث قال(( فَلَمْ يَسْتَنْصِرْكُمْ مِنْ ذُلٍّ وَلَمْ يَسْتَقْرِضْكُمْ مِنْ قُلٍّ اسْتَنْصَرَكُمْ وَلَهُ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَاسْتَقْرَضَكُمْ وَلَهُ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ))
لاتجعلوا الله يستبدل قوما غيركم فتكونوا غثاءً كغثاء السيل، أو كالسراب يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، لا تكونوا كالأغنام التي تختطفها الذئاب في الشعاب، ولاتبنوا بيوتكم في الدنيا كالعنكبوت، فلا دنيا بنيتم ولا آخرة ارتقيتم.
لاتهابوا الموت فالموت آت لا محالة، لا تخافوا أعداء الله فسيولونكم الأدبار، فهم يخشون المواجهة ويألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون.
أمريكا تحتل أرضكم تغتصب كرامتكم، وإذا تساهلتم فستستحيى نساءكم. إذا ما نصرتم دين الله اليوم، إذا ما انطلقتم في دفع الظلم، إذا ما انطلقم لرفع راية الإسلام عاليا وإسقاط راية الكفر فإنكم أنتم الخاسرون. اصرخوا الموت لكل من باع أرضه وعرضه، الموت لكل غازٍ، الموت لكل خائن، الموت لكل محتل، الموت لأمريكا.
كونوا أعزاء على اليهود والمعتدين والفاسقين والمجرمين وكونوا رحماء فيما بينكم. لا تقعدوا والحقوا بالمجاهدين الذين اختاروا الجوع والعطش والبرد.
أوفوا للشهيد القائد الذي نصركم بعد أن خذلتموه، ولمشروعه القرآني الذي يتجدد فينا يوماً بعد يوم، وللهدي الذي أهداكم الله إياه.
أوفوا للجرحى الذي تألموا ويتألمون من أجلكم، ولقوافل الشهداء التي سالت من أجل إعلا دين الله، من أجل أن تكون ونساءك وأطفالك من الآمنين، من أجل عوائل الشهداء الذين ضحوا بفلذات أكبادهم، من أجل عزتكم ومجدكم وعزكم.