الـيَـمَـنيون في يوم القُــدْس رغم العدوان: فلسطين القضية وعدوها عدوٌّ للـيَـمَـن.
إب نيوز 2 يوليو
متابعات -تقرير/ محمد فاخر
نُحيي يوم القُــدْس العالمي الذي أعلنه الإمَـام الخُمَينِي رحمه الله في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك والذي دعا فيه الأُمَّــة الإسْــلَامية إلَـى اعتبار القُــدْس قضيةً رئيسيةً في قلب الأُمَّــة وفلسطين هي البوصلة بما تمثّلُ قضيةُ فلسطين من قضية تَحَــدٍّ بمواجهة مؤامرات الاستكبار والاستعمار الذي يحاول الانقضاضَ على فلسطين وتفتيت الأُمَّــة ونهب مقدراتها وإذلالها من خلال التواجد في قلبها كمقدمة للسيطرة على الأَرْض والثروات والمقدرات.
وفي هذا اليوم تحتفلُ الشعوب العربية والإسْــلَامية للفت أنظار العالم أجمع إلَـى القضية الفلسطينية أعظم مظلومية وأشرف قضية إنسانية عرفها التأريخ، وللتأكيد على التضامن والوقوف إلَـى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم في وجه آلة القتل الصهيونية.
كما أن الاحتفالَ بيوم القُــدْس العالمي هو تعبير إنساني حي من أجل التضامن مع قضايا الشعوب المستقلة والدفاع عن حُرمة الأوطان وكرامة الإنسان، وليس هناك من هو أحق بهذا التضامن والتعبير الإنساني الحي أحق من أَبْنَاء الشعب الفلسطيني الذي يقتل كُلّ يوم بآلة القتل الصهيونية التي ترتكب في حقهم أبشع الجرائم من أَكْثَــر من 60 عاماً.
ويمثّلُ يوم القُــدْس العالمي أَهميّةً بالغةً للشعوب الإسْــلَامية كونه يسلط أنظار العالم إلَـى ما تتعرض له فلسطين وما يتعرض له شعب فلسطين من عمليات تهويد تسير بوتيرة عالية، وتدنيس وتغيير معالم، وجرائم وانتهاكات للإنسانية يتعرض لها الفلسطينيون بشكل يومي.
في ذكرى “يوم القُــدْس العالمي” الذي يؤكد كُلُّ مَن يشارك فيه من الشباب والشيوخ والنساء والأطفال عربًا وعجمًا وعلى مستوى العواصم والشعوب، يؤكد فيه الجميع على أن القُــدْس في قلب كُلّ المسلمين عامة والفلسطينيين خاصة فهي مهبط الأنبياء وأرض الرسالات والأديان ومركز الحضارات وفي قلب الأَرْض الطيبة التي باركها الله، وأرض الإسراء والمعراج وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
في يوم القُــدْس العالمي تستنهض الهمم باتجاه القُــدْس، وتحذر من الأخطار المحدقة به من اليهود الصهاينة ويقرع ناقوس الخطر باتجاه كُلّ حبة رمل من محيطه حيث هدم البيوت وتكثيف الاستيطان وسجن المدينة بالجدار واستهداف المقدسيين على كُلّ المستويات الأمنية والأخلاقية والاقتصادية والسياسية والحفريات والتهجير للفلسطينيين مقابل سياسة الجذب للمستوطنين وسحب هويات المقدسيين ومحاولات إبعاد الشخصيات الدينية والوطنية عن القُــدْس والقيام بتجريف عدد من مقابر المسلمين والمتاحف والبيوت والمحلات التجارية والحدائق والعمل على تغيير معالم البلدة القديمة والمدينة المقدسة بكاملها في مسعى لتفريغ المقدسيين الأحياء والأموات منها من أجل تنفيذ سياسة الاحتلال الرامية لتهويد القُــدْس، والعمل على هدم معظم الأبنية والآثار الإسْــلَامية التي تحيط بالمسجد الأَقْصَى وشق الطرق داخل مقابر المسلمين وتجريف المقابر الإسْــلَامية المحيطة به كمقبرة الرحمة واليوسفية ومأمن الله التي تضم قبور بعض الصحابة والتابعين، ومحاولة وضع حجر الأساس لما يسمى بالهيكل الثالث المزعوم كمُخَـطّـط يهدف إلَـى الاستيلاء على الأماكن المقدسة في المدينة.
في يوم القُــدْس العالمي يؤكدُ الملايين بأن القُــدْسَ ستبقى مهجةَ قلوبنا وروحَ أرواحنا، وسنبذل الغالي والنفيس حتى حريتها وتحريرها، وسيبقى هذا اليوم ينغصُ ويؤرّقُ مضاجع الاحتلال، حيث التأكيد على أن القُــدْس وطن كُلّ المسلمين وبلد آمن لكل الأديـان تحت رايته، وأن تحريرَ القُــدْس حتمية قرآنية وأن النصرَ صبرُ ساعة وليس على الله بعزيز.
وتأتي مناسبة يوم القُــدْس العالمي لهذا العام والـيَـمَـن تتعرَّضُ منذ سبعة عشر شهراً لعدوان سعودي أمريكي صهيوني غاشم أهلك الحرث والنسل وأفسد في الأَرْض، وانتهك الحرمات واستهدف كُلّ مقوماتِ الحياة تماماً كما يحصل في فلسطين من قِبَل العدو الإسْـرَائيْلي لهذا فإن الـيَـمَـنيين اليومَ ورغم كُلّ المآسي والآلام وتكالب قوى الشر في حربٍ كونية ضد هم إلا أنهم يدركون أن عدوَّهم هو عدو فلسطين بعد أن تجلّت البصمات الإسْـرَائيْلية في المجازر والجرائم التي تُرتكَبُ بحقه من قبل، ورغم كُلّ ذلك فإنهم بعظيم صمودهم يدوسون على جراحهم ليضمدوا جراحَ إخوانهم الفلسطينيين بالاستعداد لإحياء يوم القُــدْس العالمي تأكيداً منهم للعالم أن فلسطين هي القضية الكبرى لكل الشعوب العربية والإسْــلَامية.
إن القضيةَ الفلسطينيةَ كانت ولا زالت حاضرةً وبقوة في أذهان الـيَـمَـنيين رغم كُلّ ما يتعرضون له إلا أنهم يدركون جيداً أن هذه الحرب الكونية الظالمة عليهم ما هي إلا امتدَادٌ للعدوان الذي يتعرض له أَبْنَاء الشعب الفلسطيني منذ أَكْثَــر من 60 عاماً.
والمتابع لكل الفعاليات والأنشطة الثقافية والسياسية والدينة التي يقيمها الـيَـمَـنيون بمناسبة يوم القُــدْس العالمي ابتداءً بالتميز في الحضور الجماهيري الكبير في الفعالية الرئيسية التي تحتضنها العاصمة صنعاء رغم العدوان مروراً بإقامة الفعاليات المتعددة والمختلفة في مختلف المحافظات سيجد أن قضية فلسطين لدى الـيَـمَـنيين هي القضية الكبرى والأهم من كُلّ قضية.
كما أن يومَ القُــدْس العالمي يتميز في الـيَـمَـن عن غيره من الدول الإسْــلَامية والعربية فمنذ الانطلاقة الأولى للمشروع القُـرْآني الذي أطلقه الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه الذي أعطى القضية الفلسطينية حقها في تصنيفها بالقضية الكبرى والمحور الرئيسي لكل القضايا على الساحة العربية والإسْــلَامية، وجدد من خلال محاضراته الدعوة التي أطلقها الإمَـام الخُمَينِي وكان له فضل إحياء هذه المناسبة بشكل كبير بدعوته في إحْــدَى محاضراته بعنوان “يوم القُــدْس العالمي”.
كما أن السيد عبدَالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله يؤكدُ في معظم خطاباته على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية والإسْــلَامية.
ويقول مفتي محافظة تعز العلامة الشيخ سهل بن عقيل: إن أَهميّة هذا اليوم بالنسبة للأمة العربية والإسْــلَامية عظيمة؛ لأنها تحكي مدى الصحوة الإسْــلَامية والعربية على الخارطة العالمية في وجه آخر أنها تكشف الأَدَوَات الاستعمارية والعملاء أمام العالم كله.
من جانبه قال نائب وزير الأوقاف الأستاذ فؤاد الناجي في منشور على صفحته في الفيس بوك أن يوم القُــدْس العالمي هو يوم الوحدة الإسْــلَامية لتوجيه البوصلة نحو العدو الواحد الذي يشكل خطراً على كُلّ الأُمَّــة، كما أن هذا اليوم هو يومٌ لفضح المنافقين والعملاء الذي حرفوا بوصلة العداء عن العدو الإسْـرَائيْلي إلَـى صدور وأبنائهم وإخوانهم المسلمين.
ويرى محللون أن مِن دوافع العدوان السعودي الأمريكي على أَبْنَاء الشعب الـيَـمَـني يمثّلُ عقوبةً أمريكيةً إسْـرَائيْليةً بحق أَبْنَاء الشعب الـيَـمَـني الذي أعطى القضية الفلسطينية حقها في التضامن والاهتمَام بها مع تنامي حالة الوعي لديه بأَهميّة التحَـرّك واتخاذ المواقف المناسبة لمواجهة العدو الصهيوني ورفع حالة عن أَبْنَاء الشعب الفلسطيني.
وما يؤكد ذلك هو تلك التصريحاتُ لعدد من قادة الكيان الصهيوني على رأسهم نتن ياهو الذي عبر عن استيائه بعد نجاح ثورة الـ 21 من سبتمبر حيث عبر في تصريحاته عن مخاوفه من سيطرة أنصار الله على الـيَـمَـن وتحديداً مضيق باب المندب، ووصف هذه السيطرة بأنها أَكْثَــر خطورة من السلاح النووي الإِيْــراني، وكان وقد ترجمت أَهْدَافَ ما يسمى بـ “عاصفة الحزم” التصريحات الإسْـرَائيْلية.
وقد قابل أَبْنَاءُ الشعب الـيَـمَـني هذه العقوبة بمزيد من الصمود والثبات والتمسُّك بالقضية الكبرى فلسطين كقضية العرب والمسلمين الأساسية، وباتوا يشاركون في جُهُود التعبئة العامة بفاعلية أَكْثَــر من السابق لا سيما بعد التصريحات لبعض المسئولين الإسْـرَائيْليين التي كشفت حقيقة أَهْدَاف ودوافع العدوان السعودي الأمريكي عليهم.