قصتي مع الإنسانية !!

إب نيوز ٢٠ سبتمبر

دينا الرميمة

منذ صغرنا ونحن ندرس ونتعلم أن للأنسان حقوق وقوانين حفظناها عن ظهر قلب ومنظمات راعية لحقوق الأنسان تمنحه اياها في وقت الحرب والسلم ،
كنا على يقين أن انسانية البشر هي من تحكم هذا العالم وتجعل هذه الحياة جنة وأنها اسمى وأرقى من أي قوانين و لايمكن أن تحيد عن الحق أو تميل أو تجامل أحد دون أخر ،
ولطالما بهرتنا قصص الأنسانية في الغرب وكثيراً مابكينا أحداث رواية حقيقية عن تعامل الغرب مع الحيوانات وتأثرنا بمحاكمة أمراة عاقبت قطتها تاثرنا ونحن نرى تعامل الأطباء الأجانب الذين لا يعلمون عن الاسلام شيئا لكنهم يحملون كماً عالياً من الإنسانية ،فأنا لا ازال أتذكر دموع طبيب كوري كنت اعمل معه في نفس المشفى رأيته يبكي مريضه اليمني الغير قادر على شراء علاجه ،تأثرت بإنسانيته التي فاقت كثيراً أنسانيتنا لدرجة أنني يوماً تمنيت لو لم أكن عربية وليت أنا من أحدى تلك الدول التي تحترم الأنسان وحقوقه وتحترم حتى حقوق الحيوان والشجر والمناخ والبيئة فجعلوا لكل واحد منهم يوماً عالمياً وكان للطفولة يوم وللصحة يوم وللأم يوم والعمل الانساني يوم ،
يوم تمنيت ذلك لم يخطر ببالي مصير اسلامنا هل اذا كانت جنسيتي أجنبية سأكون في عداد المسلمين كان كل همي أن احيا في وسط ينعم بتلك الإنسانية انبهرت بتأريخ وواقع جعلني أنظر للغرب وكأنهم ملائكة !!
حتى جاءت الحرب على اليمن التي كانت وكأنها عقاب بسبب حلم تخلينا فيه عن عروبتنا وديننا كم كان ظني سيء حين ظننت ان العالم سيثور لأجلنا لأجل أولئك الاطفال المدفونة جثثهم تحت أنقاض المنازل لأجل تلك الأشلاء الممزقة تحت الركام ظننت العالم وإنسانيته سيخرجون رافعين شارات أوقفوا الحرب على اليمن ،سيثورون ضد الدول الراعية لهذا العدوان لأجل بلدي التي تدمر وتحرق وتغزوها طائرات تحرق الأخضر واليابس ،مرت الأيام وكثر الضحايا والعالم وإنسانيته صامتون ولا ينطقون وگأنهم جميعاً بنتظرون نهايتنا وإبادتنا ،
ألفا يوم ونحن نقارع الظلم وحدنا ونبكي وطناً يدمر وأشقاء وأقرباء يرحلون ونحن يومياً نودع أخ هنا، وصديق هناك، ونبحث عن طفل مفقود تحت المنازل المقصوفة وأشلاء قد اختلطت ولاندري أهي لهذا الطفل أم لآخر فلقد اختلطت الأشلاء وتناثرت حتى لم يعد بأمكاننا التمييز بينها !! وحده الحزن الذي كان وفياً لنا ولم يفارقنا ووحدها الدموع كانت هي المواسية لنا على كل مايحل بنا فكنا ننهض من بعد ذرفها أقوياء للدفاع عن انفسنا ،تعلمنا الا نعول كثير على مواساة البشر أو أن ننتظر إنسانيتهم الخداعة تاتي لتنتشلنا من ذلك الواقع السيء المليء بالظلم !
ثقتنا بربنا منحتنا الكثير من القوة والثبات والاعتزاز بيمننا وبأسنا وكانت وعوده بنصرة المظلومين بمثابة شحنات من الدفع نحو الصمود والمواجهة والصبر والتخلص من رواسب مخلفات الخذلان ، وربما كان الخذلان و نفاق هذا العالم هو أشد وقعاً على قلوبنا ولكن لم نجعله يقف حاجزاً بيننا وبين دفاعنا عن كرامتنا إنما رميناه خلف ظهورنا فاستطعنا اكتشاف مكامن قدراتنا التي جعلتنا نقاوم ونصمد دون انتظار أي يدٍ تأتي لمساعدتنا من عالم كله اصطف ضدنا وساند الظالم علينا!!
ألفا يوم و وحده النفاق هو المخيم على الأنسانية التي ظنيت فيها الخير وعلمت مؤخراً ان في بعض الظن إثم جائر ،اليوم فقط ايقنت وتأكدت أن الأنسانية هي لناس دون أخرين ولحيوانات أجنبية دون غيرهم تأكدت ان العالم هذا بأسره يحكمه المال ولغة الدفع لا الأنسانية التي صدمتني وأدخلتني في غيبوبة حلم كاذب حمدت الله كثيراً أنه كان مجرد حلم ولم يكن حقيقة!

You might also like