نقطة الإنطلاق الشامل .
إب نيوز ٢٢ سبتمبر
سند الصيادي
بالحديث عن دور الاعلام المقاوم في شيطنة التطبيع و أهله, و تكوين رأي عام عربي واسلامي واسع محصن من التعبئة والضخ الاعلامي السلبي الذي يهيئ الشارع العربي والاسلامي الى قبول ” اسرائيل” كدولة لا ككيان غازي ومحتل , لا بد من الوقوف على ركائز صلبة ومتينة في المواجهة , تتجاوز المقارعة الآنية والمباشرة للأنظمة المطبعة والمتصهينة و ما خلفها من طوابير المنظرين والمبخرين لهذه الروائح النتنة , الى ماهو ابعد من ذلك , دراسة كل الظروف و المعطيات و المخططات التي ادت الى تدجين الشعوب و نزع مخالب مقاومتها الثقافية شيئا فشيئا , ووفق خطط ممنهجة وطويلة المدى , افلحت الى حد ما في خلق جيل بلا قناعات تاريخية و ثقافية مسبقة ولا مشروع ولا حتى الشعور بمظلومية و تحديد لظالم , جيل يعاني أزمات اخلاقية سلوكية ويجدف في بحور آسنة من الطموحات والاماني الباهتة , وبالتالي اثر هذا على استفراد المتآمر – واقصد به الصهيونية العالمية – بالقرار السياسي وقلل من فاعلية وحضور الضغط الشعبي على الأنظمة التي صنعها.
صحيح اننا نظل نراهن في خطابنا السياسي والاعلامي على ان التطبيع الحادث هو تطبيع انظمة وليس شعوب , وهي لهجة حصيفة و مطلوبة لاعادة الثقة , لكن الحقيقة تنحصر فيها بسبب واحد , ان الشعوب لم تستشار ولم يؤخذ رأيها في هذه او غيرها من القضايا والشؤون الداخلية لهذه البلدان بسبب الفجوة الحادثة بين الحاكم والمحكوم , والا فإن حالة الصمت و ضعف الموقف الشعبي و ردة الفعل يعتبر شريكا في صنع هذا الموقف و غيره , و احد معطيات بقاء هذه الانظمة مطمئنة على سدة القيادة .
اذن نحن امام واقع اكثر تحديات و صعوبات يتجاوز القدرة على التشهير بهذه الانظمة و حتى النجاح العملي باسقاطها , الى اعادة توجيه بوصلة الشعوب نفسها و فرمتة رواسب فكرها التي طرأت في أزمنة الغفلة الوجودية للأمة و الصحوة الخبيثة للمؤامرات , واعادة برمجتها على فكر عميق و نظيف يتسلل الى كل الابعاد و الزوايا الجانبية التي غزاها الفكر المناوئ و اعادة اصلاح وصيانة ارضيتها وفق منهجية كاملة مكتملة تتجاوز نزق المراحل وردة الفعل الى ما هو ابعد من ذلك.
وفي البحث عن معالجات أو منطلقات للتغيير الذي ينكر بفاعلية الصهيونية وكيانها المحتل وادواتها النافذة في مجتمعاتنا , وينتصر للقدس وفلسطين و يحرر الارض والانسان والقرار , و يصنع مفاصل القوة الابدية والمتصاعدة في دولنا ومؤسساتها و مجتمعها و افرادها , قد نتوه ونتشعب في الحلول والخطط والرؤى , وبين ايدينا الحل الشامل والكامل لكل التركيبة من المشاكل والطموحات القصيرة والطويلة المدى , مفتاحها اعادة تأصيل الهوية الايمانية الحقة والخالصة للشعوب , وخزائنها الثمينة ” القرآن الكريم” , و ايقونتها البشرية ” اعلام الهدى” الذين لا يمكن ان نختلف في تبيان اشخاصهم في زمننا الحالي على الاقل , اذا ما فركنا من على عيوننا كل ما يعتم ويحجب عنها الرؤية الكاملة للحقيقة.
و كلما غرقنا في دوامة البحث عن حلول , تناهت الى مسامعنا كلمات الشهيد حسين الحوثي مقدمة لنا طوق النجاة بدون عقد او تعقيد في المصطلحات او توسيع في المقترحات , و تعززت في اعماقنا مفاهيمها القرآنية نظريا في خطب القائد الثائر عبدالملك الحوثي وعمليا في مخرجاتها و ارتداداتها و ردود الفعل الداعمة لجدوائيتها , موفرا عنا عناء البحث , تاركا لقناعاتنا التمحيص و حرية الأختيار.