ولسوف نلتقي… 1
إب نيوز ٢٢ سبتمبر
ولسوف نلتقي… 1
رويدا البعداني
أُهدي سطور هذه القصة((ولسوف نلتقي)) لتلك المرأة المجاهدة التي تجشمت ضراوة الحرب بصبر لامثيل له. و بعزيمة لانظير لها. أُهديها إلى كل الثكالى والأرامل والضحايا والزوجات اللاتي فقدن أغلى مايملكن مذ أن قُرعت طبول الحرب.
على جنح ليلة غراء احتفل الجميع بنبأ استشهاده، إلا هي ظلت تنعي وتنتحب رحيله. لا لقلة إيمانها وهشاشته؛ وإنما لحبها الشديد وعلاقتها الوطيدة به، فقد كان لها الوطن حين خانتِ الأوطان مواطنها، كان لها المتكأ والملاذ مذُ أن فقدت والدها وهي في عمر يناهز الــ20عاما. أحبته حد الموت والحياة، لاترى الحياة إلا به ولكنها لحظة الفراق والوداع الأخير التي لاتملص منها.
إنها النهاية الحتميةوالحقيقة الحتفية، لقلبين جمعهما الحبُ مذ أول وهلة، وفرقتهما سنون الحرب في عامها الخامس التي لم تنتهِ ليومنا بعد. أحبته حبًا جما لازالت تتذكر أول لقاء حدث بينهما حين رأته يرتدي بذلته العسكرية قاصدًا الجبهة؛ ليعتلي صهوة الجهاد مدافعًا عن الأرض والعرض، كان شاباُ يافعًا ذا أبهة، حُسن الخلق بهي الخُلقة، بينما هي فكانت كزنبقة مشرقة في عز الربيع تفتحت لتوها .
مرت الأيام وشاء القدر هذه المرة أن يجمع بينهما، تزوجا ليرسما أجمل لوحة فنية تتسم بالحب رغم أتون الحرب وشدتها. عاشا حياة هانئة تحفها السعادة من كل صوب. ولكن قضية الحق كانت أسمى من أي سعادة وحان الوقت لأن يعود لثكنته ويكمل مسيرته الجهادية. أخبرها أنه سيأتي متفقدًا أحوالها متى ماسنحت له الفرص، وفعلا كان يأتي في غرة الشهر ولكنه سرعان مايذهب ويغيب لمدةطويلة، كان تشعر بالأسى لحال ديمومة غيابه الذي قد تطول لشهور ولاتكاد تسمع عنه أي نبأ. كانت تغرق في لج أفكارها، وتتوجس من هواجسها المشاغبة غير المطمئنة، وما إن تتذكر أنه في عمل جهادي عظيم حينها ترتدي معاقل الصبر وتدعو له بالفلاح وأن يبلغ مُراده ويحقق مُناه.