أطماع الكيان الصهيوني في القارة السمراء أفريقيا . … إلى أين؟

 

إب نيوز ٢٣ سبتمبر

صادق احمد المحدون.

لم يأل الكيان الصهيوني جهدا في البحث عن كل ما يضمن استقراره وهيمنته على المنطقة وتقوية نفوذه ليس في منطقة الشرق الأوسط فقط ولكن في كل قارات العالم ، لذلك لا يهدأ لقادة هذا الكيان بال فهم يتحركون على كل المستويات والمجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية لضمان تثبيت دعائم هذا الكيان اللقيط المهدد بالزوال يوما ما ، تفهم النخبة الحاكمة في هذا الكيان وكذلك كل إسرائيلي ان حداثة تكوين هذا الكيان هي عامل قلق وهاجس مرعب يزعزع استقراره ويهدد وجوده، ولأن خاصية الشذوذ لهذا الكيان وعدم تجانسه مع الشعوب الأخرى وفي بلد مغتصب ومحتل وبين شعوب تختلف معه اختلافا جذريا وتحمل عقدة العداء له عزز لدى قياداته التمحور حول الذات والبحث عن بدائل الأخرى لكسر الحواجز والعزلة التي يخافون منها وفرضها على اعدائهم من الشعوب العربية بل والعمل على خلق أعداء جدد للدول العربية حتى يتسنى لهم السيطرة أكثر وأكثر، على الرغم من التفوق العسكري والتطور التكنولوجي لإسرائيل الا انهم يفتقدون لمقومات كثيرة ومهمة تجنبه إشكاليات كثيرة ، ولهذا كان الصراع العربي الإسرائيلي من أهم عوامل القوة لدى اسرائيل حيث عزز لديها عوامل الاستقواء بنفسها وبالآخرين من الأنظمة الأخرى اما باضعافها او ببناء علاقات تيهم في تعزيز مكانتها الاستراتيجية في العالم ، ان الموقع الذي احتله هذا الكيان اسرائيل هو موقع متميز ومهم حيث وفلسطين تقع في منطقة تتوسط ما بين آسيا وأفريقيا وقريبة من اوروبا ، جعل من اسرائيل ان تنفرد بسياسة استثنائية في استغلال هذا الموقع ومن منطلق الصراع مع العرب على اساس النصر او الهزيمة فهي لا تقبل التعادل في معادلة الصراع مع اي عدو وهذا هو من أهم ما يؤمن به العقل الاسرائيلي اليهودي ،ما يهمنا في الموضوع هو اطماع اسرائيل في القارة السمراء أفريقيا وكيف تسعى إلى أن يكون لها موطيء قدم في كل دولة إفريقية، وتنظر اسرائيل إلى قارة أفريقيا بعين الاهتمام من جميع النواحي خاصة من الجانب الاقتصادي حيث تعد هذه القارة البكر من أغنى القارات في العالم بالثروات والمعادن كما أن اتساع مساحتها واطلالتها على عدة محيطات خاصة شرق أفريقيا اكسبها أهمية استراتيجية كبيرة كان له حيز كبير من الاهتمام في قاموس السياسة الأسرئيلية ، ليس ذلك على اساس ان تستفيد في بناء علاقات تعزز اقتصادها في فتح أسواق لمنتجاتها وللاستثمار في مجال الطاقة فحسب ولكن هناك مآرب أخرى لإسرائيل تنبثق من الصراع بينها وبين العرب حيث تقتضي سياستها ان تكسر حاجز العزلة الذي ضرب عليها خاصة من بعد عام ١٩٧٣م وقد نجحت في ذلك مع زعزعة وفكفكة اي روابط ما بين العرب ودول افريقيا مستفيدة من علاقة أمريكا بدول أفريقيا في اشتراط الولايات المتحدة على هذه الدول تقوية هذه العلاقات مع اسرائيل تحت مبدأ المصلحة المتبادلة معهم.

كيف استفادت اسرائيل من تركة الاستعمار الاوروبي في أفريقيا للتغلغل اقتصاديا :-

لقد استفادت تل ابيب في الماضي من تركة الاستعمار للنفوذ اقتصاديا وسياسيا وعسكريا في القارة الافريقية وتعود العلاقات الاسرائيلية مع الدول الافريقية الى الخمسينيات من القرن الماضي وشهدت تذبذبات عدة وقد استطاعت تل ابيب ايجاد علاقات مع نحو 20 دولة افريقية حينما خدعتها وقدمت نفسها على انها دولة من العالم الثالث اضطهد شعبها لأنهم يهود، كما نجحت تل ابيب في تصدير المنتجات الاسرائيلية الى اسواق تلك الدول.
وعرفت تل ابيب نفسها على انها المفتاح السحري للخزانة الامريكية والمساعدات الامريكية وقد ساعدتها امريكا ايضا حينما لم تكن تستقبل رؤساء الدول الافريقية مثل زائير الا حينما يقيمون علاقات مع تل ابيب، وقد انطلى الامر على الافريقيين، اما الان يركز قادة تل ابيب على افريقيا كمركز استراتيجي واقتصادي وسياسي لهم ويريدون استغلال الفقر والتخلف الافريقي لبسط سلطتهم في كامل القارة السمراء.
بعد اتفاقية كمب ديفيد استطاع الكيان الاسرائيلي تجميل صورته ونجح في مد جسور العلاقات الدبلوماسية مع 30 دولة افريقية حتى عام 1991 وازداد هذا العدد الى 48

 

You might also like