٢١ سبتمبر ثورة تحرر وعطاء.
إب نيوز ٢٤ سبتمبر
دارس الهمداني
يحتفي أبناء الشعب اليمني هذه الايام بالعيد السادسة لثورة الـ21 من سبتمبر التي مثلت ملحمة العطاء الوطني وديمومة الإيثار والمثابرة .
وتأتي الذكرى السادسة متزامنة مع مرور 2000 يوم من العدوان والحصار ، حيث امتلأ الوجدان الشعبي في عموم البلاد بمفاهيم الحرية والسيادة والتطلع إلى الخلاص من سطوة المحتل العابث والوصاية التي أهلكت الحرث ونهبت الثروات وتسببت في تجويع الشعب وتخلفه عن اللحاق بركب التقدم والتطور .
وشكلت هذه الثور الشخصية التاريخية والحضارية للإنسان اليمني وقيم البذل والعطاء ومبادئ الانتصار لثوابت الأرض والإنسان.
فهذه الذكرى هي روحية العشق والتفاني والعطاء اللامحدود وكذلك الإخلاص لتضحيات كرماء الأرض اليمنية والعهد على مواصلة نهج الوفاء اليماني وروحية الحضور في المشهد المقاوم حتى تحرير الأرض والوجدان ، ويقابل 2000 يوم من العدوان والهمجية والتوحش والإجرام ، صمود الأبطال الأحرار في كل جبهة القتال والإصطفاف الشعبي وتماسك الجبهة الداخلية بشكل وثيق جسد كل معاني التضحية والفداء والشجاعة و الاستبسال في الدفاع عن أراضينا اليمنية التي أقسمت القيادة والشعب والجيش ولجانه الشعبية والأجهزة الأمنية عدم التفريط بشبر منها تحت أيدي الغرباء والغزاة المحتلين .
لسنا ضعفاء اليوم بل بالعكس صرنا أكثر قوة وثباتاً وصموداً وأصبح العدو يهاب قوتنا وتحولنا النوعي الاستراتيجي في مسرح العمليات القتالية وتطور القدرات الدفاعية والهجومية التي تعد أسلحة الردع والطيران المسير إحدى وسائل الصراع مع العدو وبمقدورها استهداف أي منطقة استراتيجية أو أية أهداف حيوية في عمق أراضي العدو وفي الرد المشروع على هجمات غارات الطيران المقاتل على بلادنا بل وسيكون الرد قاسياً وموجعاً كما صرحت به القيادة السياسية والعسكرية اليمنية.
قرابة ستة أعوام أو 2000 يوم من الحرب العدوانية ضد اليمن تحت غطاء الشرعية تختفي وراءها مخططات خارجية لأهداف ومصالح متعددة اقتصادية وسياسية وعسكرية في هذا الحشد الدولي لأكبر مراكز القوى العالمية لغزو واحتلال بلادنا ونهب ثرواته الطبيعية كما يحدث اليوم في سقطرى والمناطق المحتلة في جنوب الوطن وتطويعه للخضوع لطغيان الهيمنة والنفوذ الإقليمي المباشر الذي يقوم النظامين السعودي والإماراتي بمهام الوكالة عن أسيادها الغربيين .
2000 يوم من العدوان البربري الأكثر وحشية في تاريخ الحروب المعاصرة التي اجتمعت فيها أكبر دول العالم لشن الحرب على بلادنا والسيطرة عليها .
( 6 ) سنوات من الحرب الظالمة تصدى لها شعبنا وجيشنا ولجاننا الشعبية في جبهات العزة والكرامة بصمود وثبات وإرادة قوية دفاعاً عن السيادة الوطنية وعن العرض والكرامة الوطنية ورفض الوصايا الخارجية وبالرغم من فارق موازين القوى العسكرية إلا أن شعبنا ورجال الرجال المرابطين بجبهات العزة والكرامة تغلبوا على هذا الفارق ربما كان ثقيلاً في المرحلة الأولى من الدفاع في الميادين القتالية وعلى مختلف الجبهات لكن هذه المعادلة لم تستمر طويلاً فالإيمان الراسخ بالله والتوكل عليه وعدالة القضية اليمنية نتج عنها الثبات والصمود والشجاعة والمبادرة والإقدام وتماسك الجبهة الداخلية وإسناد ودعم المعركة بالتوازي مع التطور في إنتاج الأسلحة كل ذلك غير معادلة الصراع لتتحول المعركة من الدفاع إلى الهجوم.
وتزامن الانقلاب في مسرح الحرب والمواجهة مع ظهور الطيران المسير وأسلحة الردع التي قلبت مسار الأحداث رأساً على عقب لصالح الشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية وتحققت الانتصارات الكبيرة بعد ٢٠٠٠ يوم من العدوان والحصار لتضع حداً فاصلاً وقطعا ليد العدوان التي طالت دمارها البنية التحتية واقتصاد البلد واستهداف الأبرياء وتشريد السكان وفرض حصار اقتصادي شامل براً وبحراً وجواً.
2000 يوم من العدوان فشل التحالف بقيادة مملكة السوء عن تحقيق أي انتصار على الأرض وعلى المستوى السياسي بفضل صمود شعبنا الأبي بهويته الإيمانية والعروبية والكفاحية ورفض كل أشكال الوصاية والارتهان للنفوذ السلولي التي ولى زمانه وتدخله المباشر في الشأن والقرار اليمني وإلى غير رجعة .