ولسوف نلتقي… 8
إب نيوز ٢٦ سبتمبر
رويدا البعداني
هاهو الشهر الرابع قد رحل والخامس قد شارف على القدوم بينما ثائر لازال معتكفا في جبهته ولم يأت بعد، فكرت أن تكتب له رسالة وتخبره بكل شيء فلوعة الانتظار ماعادت بالشيء السهل وإليكم ماتناولته السطور.
عزيزي ثائر:-
سلامٌ عليك مددا بلا عددا أما بعد، حال غيابك لايطمئن البتة، هذه المرة الأولى التي أفزع من تغيبك عني. لقد مر على غيابك ستة أشهر ولم يصلني أي نبأ، وعدتني أن تزورني وتتفقد أحوالي، أقسمت أن تكون بجانبي فماالذي حدث لتجفو قلبي الظامى إليك. أتعلم ! أعيش في غيابك كالمهزومة في أتون معركة دامية، تأسنت أسارير وجهي الحسناء لتغدو ملامحها إلى عجوز ناهزت الخمسين خريفا، بينما ماهيتها عشرون ربيعا، تعفنت أيامي، وتفتقت جل مسالكي، التهمني التوق بنهم، بتُ تائهة في هذه العوالم المظلمة، لاأرض تحمل ثقل قلبي، ولاسماء تمنحني بعض المطر ، أضناني اللغب، وترصدتني الليالي عن كثب، أحاول تمرير أيامي الرتيبة بأقسى ما استطعت من قوة، فتارة أهزم وتارة أعود منتشية بالنصر، وهذه حالي من حين رحلت.
وددت أن أخبرك بشيء مهم، خبر انتظرت سماعه منُ زمن أتذكر حينما أخبرتني في زيارتك الأخيرة ونحن في أسنة الجبل أنك تتوق لحمل طفل بين يديك؟ وتترقب ذلك اليوم الذي سأكون فيه حبلى، تحقق مُناك ياعزيزي، في جسدي النحيل يقطن طفل جسور كأبيه يتطلع من جوفي الرؤوم ليبصر النور بشغف، لو ترى كيف يشاغبني، إنه متعب جدا تمنيت أن تشاركني هذه الفرحة وددت لو أنك موجود لتتحسس حركته اللامنتهية بيديك، صدقني إنه لشعور ممتع أن تفعل ذلك.
بات مشيي بطيئًا لكبر جوفي وثقله، في الشهور الأولى لم أشته شيئا وإنما كان مشتهاي رؤيتك وإبلاغك بهذا الخبر، لطالما رافقت أحلامي وصحوي كنتُ أراك في محافل الأحلام وحين استيقظ تخذلني حقيقة أنك غائب. يأتي ضوء الصباح ليزورني فيجدني أعانق ماتبقى منك في الحلم، يجدني متمسكة بتلابيب بقاياك، أفتح عيني لواجهة منزلنا الشاغر منك، لسقف بلا سند بلا متكأ أحاول النهوض بصعوبة لأسمح لضوء بسيط أن يشاركني هذا الخراب، متمنية منه لو يحملني إليك، فألم غيابك لازال قابعًا متكلسًا داخل روحي. فأين أنت؟ لِمَ تصر على الغياب؟ هاأنا انتظرك فلا تجعل مني طريدة سهلة لوحش الغياب الهائج. أرجوك عُد.
✍? / أم صماد