گـوابيـس الخيــال ..!

إب نيوز ٥ اكتوبر

تهـاني الشـريف

ظلام مِن كُلِّ مكان..
أين أنا؟!
تلفتُ حول نفسي.. أبحثُ وأبحث عسى أنَّ ألقى المخرج من هذا المكان؛
أين أنا؟
لماذا المكان مُظلم؟!
وقفتُ وباِعتدال بدأتُ أسير نحو الظلام،
سرتُ باتجاه المجهول..
وقفتُ بغرابةٍ وأنا أرى جسدًا صغير واقفًا فِيَ وسط الظلام لا أرى إلاَّ ظهرهُ!
سألتُ: مَنَ؟
وركضتُ باتجاههُ عساني ألقى الخروج من هذا المكان،
وقفتُ بعد ما أصبح بيني وبين الطفل خطوةً ..
سألت: لماذا أنْتَ هُنا وحدك؟
لم أسمع أي جواب على سؤالي!
أنحنيتُ ووضعتُ يداي على كتِف الطفل، وما إنَّ وضعتُ يداي التفت أليّ!
توسعت عيناي وثقل نفسي بعد أن رأيتُ نفسي الصغيرة!
شتان “بين” 11 “و” 17سنة..
ناظرتني بأعيُن خالية من الحياة، نظرات ثاقبة تُحطم القلب..
تشجعتُ فجلستُ أمامها بِهدوء.
قالت وهي تناظرني: يقولون أنَّ طيبتي غباء، وأسلوبي مثل الضباب(الغموض) ، وأنا في كبرياء وغرور؛ مِنْ جمالي وذكائي ماعدتُ أرى الناس من حولي.
قلتُ وأنا أنزل عيناي على الأرضِ، وهززت برأسي زاحفة لها على يداي، فأخذتها في أحضاني: لا تتأثري من أقاويلهم؛ أنْتِ أقوى مني، وأعلمي أنَّ طيبتكِ فقدها الأغبياء، وأنَّ أسلوبكِ ليس ضباب وأنا أعلم أنكِ لستِ غامضة؛ ولكن هكذا هم البشر من هو قليل الكلام قالوا عنه: “غامض”، وأنْتِ لستِ في كبرياء أو غرور إنَّما هم في غيرةً من جمالك وذكائك وهدوئك فيتقولون بذلك، فكوني أقوى من ذلك، وثقي بخالقك فهو ناصرك.
قالت: أنْتِ سوف تتأذين منهم.؟!
رفعتُ عيناي لها وقلتُ: لا؛ أنا أقوى مما تتوقعين، أنا كبرتُ وعلمتُ حقيقة كُلّ من حولي.
قالت:سوف نـتأذى من الذين نحبهم!
قلتُ لها: سوف أحرص على حمايتهم.

ابتعدت من حضني ونهضت، فمررت يدها الصغيرة.. مسكتها ونهضتُ سائلة: أين؟!
ناطرتني، بعدها سارت بصمت وهي تسحبني معها بين الظلام، رأيت باب قريب سرنا باتجاههُ وأنا قابضة يدا نفسي الصغيرة؛
لكن لماذا أشعرُ بِقلبي ينبض بِقوة؟
إحساس غريب يراودني..!

..(وهمي)..
وقفت ووقفتُ معها، ناظرتني بِصمت، بعدها حولت نظرها للباب ووضعت يدها الصغيرة على مقبض الباب ولفتهُ بالإتجاه المُعاكس؛
انفتح الباب، ولم أستطيع رؤية أي شيءٍ من الداخل؛
لأنَّه كان يوجد ضوءً ساطع غشى عليِ فأغمضت عيناي وبسرعة انزعاج رافعة يدي اليُسرى مساعدة بِها عيناي في حجب سطوعِ هذا الضوء،
وفجأةً شعرتُ بِها تدفعني للداخل وتغلق الباب عليِ،
دُرتُ لاتجاه الباب محاولةً فتحهُ؛ ولكن كان مُغلق!
فبدأت أضرب عليه بقوة..
(إحساسي)
يقول لي: غادري هذا المكان.. أخرجي من هُنا حالًا.
قالت لي “تهاني الصغيرة” من خلف الباب: لِما أنتِ تكسرينهُ، حاولي فتحه.
قلتُ وبِصوت مرتجف وأنا أضرب على الباب وبيأسٍ يتملكني: لكنهُ مُغلق؟!

أنفاسي بدأت تثقل، وبدأتُ أرجف.. ببطئ التفت للوراى
(ماذا)..!
أنا على شاطئ البحر
لم أستطع إبعاد نظري عن كُلّ هذا الجمال!
وبِسعادة تنقلتُ من هُناك إلى هُنا قائلة: أنا على شاطئ البحر، غروب الشمس منعكس على البحر، طيور النورس تُحلقُ بالسماء، أمواج خفيفة على البحر، وسحب ملونة بالبرتقالي والأحمر بسبب الغروب،
وها أنا بإعجاب حتى لفت نظري قبل انتباهي؛
لقد اختفى كُلِّ شيء من حولي”البحر، والسماء، والشاطئ، وصوت الأمواج والطيور”..

بلا موعدٍ عُدتُ في عالمي
ولا أعلم مالذي حـدث لي
تُسافرُ بي على الذكـرى
جروح الصمــت وأحزاني
وأسافر بالدروب التائهـة
وأقف بِها وذا أنا حائــرة
مـوادع فِيَ رجاء اليــأس
مهما طال؛ مُحال الفقدان
أعيش ويعيش الخيال في
عقلي يبقَى للزمان تذكــار

قبيل( الفجر)..
لقد رفعتُ رأسي من على وسادتي، فاتحة النافذة، مُناظرة قمر الليل، وعيناي رافضة التوقف عن الدموع.. أريد أنَّ أصرخ؛ ولكن صوتي رافض الظهور، أغلقتُ عيناي بقوة، وفتحت فمي، وأطلقتُ أقوى صرخة مع بــُكاء حـاد..
رفعتُ رأسي بسرعةٍ بعدما شعرتُ بأحدًا خلفي، ناظرتُ وكانت نفسي الصغيرة تناظرني بحزن.. مُطأطئة رأسها للأرض.

..(صمت)..

هل تمضي الدنيا بغياب شمسها وقمرها؟!
وتمطر السماء عِند تشييع رحيلها،
جسد مِنْ جماد؛
مُتهالك أمام عيناي..
ما كانت صغيرتي يومًا بهذه القسوة،
ولا باردةً كالجليد..
لِما لا تسمعني رافضة حديثي
ولا تطير نافرة من وجهي رغم المحبة.
لِما سكونها الذي لا يليق بِها، وصمتها الذي لا يشبهها،
شمعة الحياة أنطفأت بلهيب النار.
لماذا يموت الطيبون؟؟!
ويعيش الخبيثون..!
بريئة أنا وصغيرتي من ذنوب الدنيا.. أنقى مِنْ كُلّ الظنون أنا.

لقد ماتت حمامتي لترضيني، وأنا لن أعيش لإرضاء نفوس الناس؛
بل سأعيش من أجل حمامة أحلامي ومن أجل (وهمي) البريء فقط.

#اتحاد_كاتبات_اليمن

You might also like