خاطرة محمدية
إب نيوز ٨ أكتوبر
د/ تقية فضائل
عندما تتمرد الحروف وتعلن الكلمات عصيانها في حين تضج الأفكار من ازدحامها في سجنها مكبلة بأغلال الصمت ، ويدرك القلم الحر أنه حان الوقت ليقود أحرفه وكلماته وهي مذعنة لترتدي الأفكار العملاقة حتى وإن قصر الرداء وتعذر الوفاء وكيف لها أن تفي بعض حق خير من وطئ الثرى ، إنما هي تلهث جاهدة لتقول القليل من الكثير في ذكرى مولد تأتي وقد تعطشت نفوسنا لها نبث حبيبنا وموﻻنا وسيدنا محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم عظيم حبنا وتقديرنا وفخرنا به و بأخلاقه القرآنية و سيرته العطرة التي نباهي بها الأمم وبرحمته التي غمرتنا فحررتنا من عبودية النفس والهوى وطواغيت الأنس والجان ، ونعلن أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة على أكمل وجه ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده وضحى من أجل أمته ما استطاع إلى ذلك سبيلا وسار بها شامخة بين الأمم عزيزة كريمة ﻻ يداس لها على طرف وجعل لها جانبا مهابا أمام أعدائها بعد أن وحد صفها وهذب أخلاقها وهداها إلى خالقها وأذاقها لذة الحرية و العدل والمساواة الحقة وأشعرها بقيمتها بين الأمم وقلدها شرف حمل أرقى فكر عرفته البشرية ، وفي قمة حماسنا بالتغني بالتركة العظيمة من قيم الخير ومبادئه التي أورثنا إياها ﻻ نفتأ نطأطئ رؤسنا ونشكو إليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعضا مما يعتلج في نفوسنا من أحزان و وآﻵم نعيشها في واقعنا المزري الموشى بالمهانة والذل وتكالب الأمم عليناواستباحة دمائنا وأرضنا والتعدي على ديننا حتى أنهم تجرؤواعلى أقدس مقدساتنا كتابنا ورسولنا الأعظم الذي ما نال منه السفهاء لأنه السمو في حد ذاته والعلو بمعناه الحقيقي، وإنما نالوا منا ومرغوا أنوفنا بالتراب إمعانا في إذلالنا وامتهانا لإنسانيتنا المكبلة بقيودالقهر والخنوع، كل ذلك رغم كثرة عددنا وعدتنا وغنى أوطاننا وكتاب الله بين أيدينا يتلى علينا فنسمعه وﻻ نعمل به بل ﻻ نتأمل ونتفكر فيه وجعلناه خلف أظهرنا ولم ننهج النهج القرآني لرسولنا فأصبحنا عاجزين عن الدفاع عن أنفسنا وأهلينا وأمتنا وأراضينا، ونعتذر منه صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أناس يدعون حبه واتباع أمره وهم مخالفون لأوامره ونواهيه فيسرقون و يكذبون وينهبون حقوق الناس ويتملقون وينافقون لينالوا عرضا من هذه الدنيا الزائلة ويشقون على المسلمين إن تولوا أمرهم ليبعدوهم عن دينهم و يستعبدوهم ويأخذوا أموالهم بدون حق فعذرا يا خير الورى ..عذرا يا سيدي وموﻻي من مسلمين بلا إسلام حذرتنا منهم ولم نأبه فهدموا ما شيدته وأحكمت بناءه بجد واجتهاد و إخلاص ردحا من الزمن، نقول وكلنا خجل أنه من حق أعظم البشرية علينا أن نجدد له العهد بالخروج مما نحن فيه بالمضي على دربه درب العز والكرامة والإباء وطاعته وتولي من أمرنا أن نتوﻻهم من عترة آل بيته فهم سبيل النجاة والخلاص ، وبهم نهتدي وتحت لوائهم نواجه كل طاغ متكبر. ونعود كما أراد لنا الله ورسوله خير أمة أخرجت للناس.