الشعوب العربية والتطبيع .. موقف مفقود وعدو يسود !!
إب نيوز ٩ أكتوبر
بقلم / منير إسماعيل الشامي.
تواجه الشعوب العربية آفة التطبيع بصمت مطبق وغفلة مريبة دون أن يدركوا مغبة هذا الصمت وعاقبة تلك الغفلة.
ولا أجد من تفسير لهذا الحال المخيف الذي تعيشه كل الشعوب العربية، هل عمهم الجهل إلى درجة أن أصبحوا لا يعلمون أن صمتهم امام ما يجري من تطبيع مع اعداء الله إنما هو إعلان ضمني برضاهم وأن رضاهم هذا يجعلهم في منزلة المطبعين تماما والمواليين لإعداد الله الذين نهايه ربهم عن توليهم لهم! !
أم أن الضلال تغشاهم لدرجة أن باتوا لا يفرقون بين المعروف والمنكر فكان ذلك سببا لتفريطهم بمسؤوليتهم تجاه دينهم وتخاذلهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فعصوا أمر ربهم بذلك !
أم أن هذا الحال الذي وصلوا إليه يعكس نجاح عدوهم في تدجينهم وضرب نفسياتهم وفوزه فيهم بتجريدهم حتى من هويتهم الإسلامية وخلس دين الله من قلوبهم فعموا وصموا عما يضمر لهم عدوهم من الشر ونسوا أن هدفه اﻷول كان ما يزال القضاء على غالبيتهم واستبعاد بقيتهم والاستيلاء على أوطانهم لإقامة حلم دولته الممتدة من أقصى المغرب العربي إلى أقصى شرقه ومن أقصى حدوده الجنوبه إلى أقصاها الشمالية؟
ألم يعد في كل قوم منهم رجل رشيد واحد يبصرهم ضلالهم ويهديهم للخروج من واقعهم المظلم إلى فضاء العزة والكرامة ونور القرآن وقبس الرسالة؟
ألم يعد فيهم رجل رشيد يزيل اﻷوقار عن آذانهم علهم يسمعون ما يصرح به اليهود من معتقدات يؤمنون بها وأنهم ينظرون إليهم كعبيد خلقوا لخدمتهم ومسخرين لإسعادهم؟ أو يزيل الغشاوة عن ابصارهم ليقرأوا ما يردده الصهاينة وما يصفوهم به من أوصاف وأن أبسط وصف يصفوا العرب به بأنهم دواب موسى ويستحيل أن يقبلوا بسلام حقيقي معهم لأنهم مجرد مطايا للركوب ولا يمكن أن ينظروا إليهم بغير هذه النظرة !!!!
ألم يعد في كل قوم رجل رشيد يشرح لهم عبارات النشيد الوطني الذي يردده اليهود في كل محافلهم وما فيه من تهديد ووعيد بالعرب !!!
ألم يعد في كل قوم منهم رجل رشيد يوقضهم من غفلتهم ويردهم عن تيههم ويقول لهم إن صمتكم عن جرائم التطبيع التي تقوم بها أنظمة النفاق من إعراب الجزيرة وأنظمة النفاق والخيانة من بقية الأمصار هو إقرار منكم بالخضوع للصهاينة ومولاة لهم بالطاعة واعتراف لهم بالسيادة والريادة والقيادة عليهم وأن صمتهم هذا تفريط بقضية اﻷمة الأولى وتأييد منهم لليهود بإبادة إخوانهم الفلسطينيين وإشهار معلن منهم بدخولهم حظيرة النفاق من أوسع أبواب الشيطان!
ألم يعد في كل قوم منهم عالم تقي ولا ناصح صادق ولا عاقل مشفق عليهم ولا صاحب قرآن يصدع فيهم بالحق ولا يخاف في الله لومة لائم!!
أيا كان السبب فلن يكون لكم حجة تحتجون بها عند ربكم حتى ولو لم يبق فيكم رجل رشيد ولا عالم تقي، ولا مؤمن ناصح، ولا عاقل متدبر، فأعقلوا أيها الغافلون وانظروا حولكم فكل الأحداث حجج من الله عليكم وآيات بينات قد جعلها الله لكم ظاهرة بينة بالغة إلى كل فرد فيكم وستشهد عليكم جوارحكم بما رأت من قائد اليمن ومن قائد الضاحية في لبنان ومن كربلاء ومن إيران وما سمعت من دعواتهم ومن تحذير ومن نصح لكم ومن تنذير فأفيقوا قبل الفوات وقبل أن تكونوا في عداد الأموات فما زال في وقتكم متسع لتفوقوا من غفلتكم وتعودا إلى رشدكم وتتوبوا من جريرتكم وتقفوا حيث أمركم ربكم لتدافعوا عن دينه وتعلوا كلمته فالقرار لكم وإلى الله عاقبة الامور