حتى لو كان (انقلاباً) !
إب نيوز ١٠ أكتوبر
بقلم الشيخ/ عبد المنان السنبلي.
رأوا في دخول السعودية ومن وراءها من قوى العدوان على خط الأزمة اليمنية وتدخلهم عسكرياً أنه هو الحل، ورأينا نحن في ذلك الوقت أنه هو أصل المشكلة !
فأي الفريقين يا ترى وبعد أكثر من خمس سنواتٍ من هذا التدخل العسكري والعدوان البربري الغاشم كانت رؤيته هي الصواب ؟!
تعالوا نحسبها سوياً من البداية .
تخيلوا لو أن السعودية ومن معها لم يدخلوا بكل ثقلهم على خط الأزمة اليمنية ويتدخلوا عسكرياً، ماذا كان سيحدث ؟!
لا شئ طبعاً سوى أن الحوثي أو أنصار الله كانوا سيستكملون سيطرتهم على باقي المناطق اليمنية لتتشكل على إثره سلطة يمنية جديده ببرنامج سياسي مختلف وينتهي الأمر بعودة كل شئٍ في البلاد إلى طبيعته المعتادة.
وليكن ما قام به الحوثي هذا هو (انقلاب) فعلاً كما تقولون مع سبق الإصرار والترصد !
أين المشكلة في أن ينقلب الحوثي أو غير الحوثي على السلطة التي كانت قائمة إن هي فرطت بها ولم تستطع الحفاظ عليها ؟!
أليس تاريخنا السياسي أصلاً كله (انقلابات) ؟!
ألم ينقلب (سالمين) على (قحطان) و(الإرياني) على (السلال) و(الحمدي) على (الإرياني) و(الغشمي) على (الحمدي) و(عبد الفتاح) على (سالمين) وو .. ؟!
لم يحدث ومع ذلك أن أحداً استدعى أو استقوى بالسعودية أو غير السعودية لمواجهة أيٍّ من تلكم الانقلابات أو رموزها وذلك على اعتبار أن الأمر لا يعدو عن كونه شأناً داخلياً !
فلماذا حين (انقلب) الحوثي عليكم ذهبتم تستدعون العالم كله وتستقوون به على بلادكم وشعبكم بصورة لم يسبق لها مثيلا ؟!
لماذا لم تتعاملوا مع (انقلاب) الحوثي هذا كما تعامل الذين من قبلكم مع انقلاباتٍ سابقة ؟!
لماذا لم تتفاوضوا معه مثلاً أو تتحاوروا أو حتى تسلموا له حفاظاً على اليمن تاركين أمره ومصيره لانقلابٍ أو ثورةٍ قادمةٍ في مسلسل الانقلابات والثورات الطويل الذي لا يكاد ينتهي ؟!
لماذا لم تتصرفوا معه كما تصرف الرئيس الإرياني مثلاً من قبل مع انقلاب الحمدي حين آثر التسليم بكل هدوء على أن يُسفك بسببه دم طائر دجاجة ؟!
أم أن سلطتكم وشرعيتكم السليبة المشبوهة كانت أغلى من كل هذه الدماء التي سُفكت والشعب الذي حُوصر وجُوِّع وشُرِّد واليمن التي دُمرَّت حتى تستدعون لأجلها واستردادها الأجنبي؟!
وماذا صنع لكم هذا الأجنبي أصلاً ؟
ماذا صنعت لكم السعودية والإمارات وتحالف أكثر من سبع عشرة دولة بعد أكثر من خمس سنواتٍ من العدوان والقصف والقتل والتدمير ؟!
هل أعادوا لكم سلطتكم وشرعيتكم السليبة المزعومة هذه أم أنهم لم يزيدوكم شيئاً سوى قيامهم بمصادرة ما كنتم تظنون أنه قد تبقى لكم منها ؟!
ماذا صنعوا لكم إذا كنتم أنفسكم اليوم تشكون منهم ولا تستطيعون الفكاك من قبضتهم ؟
ألم يصرح جباريكم وتوكلكم وغفوريكم وغيرهم الكثير من أباطرتكم وقياصرتكم أن هذا التحالف أصبح يشكل بالنسبة لكم (مشكلة) ؟!
ألم نخبركم نحن بهذا الكلام من قبل ؟!
فلماذا إذاً لازلتم تراهنون على هذا الجواد الخاسر
طالما وقد تأكد لكم اليوم أن المشكلة الحقيقية تكمن في وجوده وليس في مقارعته ومقاومته؟!
ألأنكم لم تعودوا تملكون من أمركم شيئا سوى الانبطاح والتسليم لكل ما يمليه عليكم ويأمركم به خدمةً لمشروعة التآمرى على اليمن ؟!
أم لأنكم لازلتم تصرون عناداً وحمقاً أنه – ورغم ما تأكد لكم – لايزال في عدوانه وتدميره وتمزيقه اليمن هو الحل لا المشكلة ؟!
إن كنتم فعلاً كذلك، فعلى الله العوض فيكم ومنه العوض ولا عزاء !
#معركة_القواصم