اغتيال الرئيس الحمدي اغتيال وطن واجهاض ومشروع التصحيح والبناء

إب نيوز ١٢ أكتوبر

الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي كان نموذج للقائد الملهم الذي أراد تصحيح المسار وإعادة الوطن إلى حضن الشعب بعدما أرادت القوى الرجعية والتقليدية العميلة للخارج أن تجعله رهين سياسات التبعية والعبودية لأنظمة العهر والفساد الخليجية .كان حلمه هو تأسيس دولة مدنية لشعب ذو حضارة عريقة سيصبح له الثقل الأكبر في الجزيرة والعالم بما يمتلكه هذا الشعب من موروث حضاري ومقومات قوة تؤهله أن يكون قبلة للشعوب العربية التي تطمح للوحدة العربية ومواجهة الرأسمالية الامبريالية الصهيونية العالمية وتحجيم سياسات ملوك النفط وأعراب الخليج .غير أن السياسة الأمريكية السعودية كانت تقتضي القضاء على اي مشروع عربي يدعو إلى الاستقلالية والنهوض بالأمة .استخدمت المملكة القوى الرجعية التي ولدت سفاحا إثر 26 سبتمبر والانقلاب على مبادئها عام 1965م على السلال حيث احتوت المملكة هذه القوى وعملت على تمييعها ليصبح اليمن حديقة خلفية للسياسات التي تجعله تابعا للمملكة وهنا كان التيار القبلي التقليدي الرجعي المتخلف بقيادة الأحمر ولفيف من المشائخ الذين لا يفهمون سوى العنجهية والمصالح الذاتية مع تيار التابعين للثوار الذين تم استخدامهم كورقة تضمن للسعودية عدم عودة حكم إل حميد الدين وفي نفس الوقت عدم قيام نظام جمهوري عادل على أسس صحيحة لبناء دولة مستقلة حيث أرادت السعودية أن تبقى حرب أهلية في اليمن خير لها أن يكون هناك استقرار في ظل نظام قوي ومستقل فكانت 26سبتمبر فرصة كبيرة لها أن قضت على نظام آل حميد الدين الذي كان يمثل مصدر قلق لآل سعود واسرائيل واستبدلت به نظام جمهوري عقيم تابع لها بعد انقلاب 1965على السلال وتسليم الدفة إلى تيار يتبع الأحمر ومن هم على شاكلته ومن ثم برز عفاش الذي كان في تعز يشرف على إعداده المخابرات الأمريكية في النقطة الرابعة جنب المستشفى الجمهوري ومن ثم أرغب الأحمر على القبول بعفاش الذي ليس له أي رصيد في 26 سبتمبر لأن المملكة عملت على استبعاد وتهميش كل القوى الفاعلة والإساسية في 26سبتمير1962 ونجحت في ذلك وحرف مسار بناء الدولة الفتية التي كانت متأثرة بالقوة العربية الناصرية ومن هنا استطاعت أن تدخل تيار ثوري تقليدي اخواني وهو أكبر إنجاز لها في ذلك لتحقيق فرصة لم تتحقق لها ولإسرائيل في ثورة 1948 واستشهاد الإمام يحي رحمه الله فتمت هذه المرة ولكن في شكل جمهوري وليس امامي .كل ذلك حدث وتحقق لآل سعود في السيطرة على الأمور ولكن عندما تسلم الرئيس الشهيد السلطة عمل على التحاور مع القوى الرجعية لبناء دولة ذات مشاريع استراتيجية تخدم المواطن والشعب فكانت هذه القوى المتخلفة الجرثومية هي من وقفت في وجهه ولكن شجاعه وحنكته فوات عليهم ذلك ولكنهم في الاخير أصروا على اغتيال الوطن الوليد في مهده ويستبدلوه بشيخوختهم النتنة التي طالما أثقل كاهل هذا الشعب حتى أتى يوم النور والخلاص يوم 21 سبتمبر فجر الحريةوالاستقلال والكرامة

.
صادق المحدون

You might also like